خيمت المخاوف من توجيه التحالف الغربى الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضربة جوية جديدة علي الأجواء فى سوريا في ظل الحشد العسكري الأمريكي المتواصل في البحر المتوسط، وذلك فى الوقت الذي بدأت فيه روسيا مناورات كبرى للتدريب على صد أى قصف جوي أمريكي محتمل لمواقع الجيش السوري. فعلى صعيد الاستعدادات الأمريكية لشن هجوم على محافظة إدلب، دخلت أحدث القطع البحرية الأمريكية المتطورة إلى ميناء جبل طارق بالبحر المتوسط، وهي الغواصة «نيوبورت نيوز» من طراز «لوس أنجلوس»، التي تعمل بالطاقة النووية والمزودة بصواريخ «توماهوك». وذكر موقع «جيبرالتار كرونيكل» الإسباني أنه تم رصد الغواصة في منطقة الميناء مساء الخميس الماضي. وحاول زورق الجمارك الإسبانية الاقتراب منها، إلا أن شرطة جبل طارق اعترضته. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الغواصة رست في جبل طارق، وذكرت أنها زيارة «تقنية» مخطط لها. وكان الجنرال الروسي إيجور كوناشينكوف قد أعلن في وقت سابق أنه وفقا لمصادر مستقلة فإن إرهابيي «هيئة تحرير الشام» يجهزون لارتكاب استفزازات من أجل اتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد سكان إدلب. ووفقا لكوناشينكوف، فإن التحالف الغربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة يخطط لاستخدام هذا الاستفزاز ذريعة لضرب أهداف الحكومة السورية. وأشار إلى أنه قبل أيام قليلة وصلت المدمرة «سوليفان» التابعة للبحرية الأمريكية المزودة ب 56 صاروخ كروز، وحطت القاذفة الإستراتيجية «بي-1بي» التابعة للقوات الجوية الأمريكية المزودة ب 24 صاروخا مجنحا في قاعدة «العديد» في قطر. وفي الوقت نفسه، ذكرت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن مسئولين مخابراتيين وعسكريين أمريكيين وضعوا قائمة للأهداف المحتملة التي قد يتم استهدافها بضربة أمريكية جديدة على سوريا. وأوضحت القناة نقلا عن عدد من المسئولين الأمريكيين أن القائمة تشمل مواقع سورية يزعم أنها تستخدم لإنتاج الأسلحة الكيمائية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة ستشن غارات على هذه الأهداف في حالة إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأوامر بالضرب كرد على تنفيذ القوات الحكومية في سوريا هجوما باستخدام المواد السامة. وفي تطور آخر، بدأت القوات البحرية الروسية أمس مناورات في البحر المتوسط، للتدريب على منع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة من ضرب مواقع للجيش السوري، ومنع إقامة ما يسميه الأمريكيون بمنطقة الحظر الجوي في سوريا، طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية.وصرح الأميرال فلاديمير كورولوف قائد القوات البحرية الروسية بأن 26 قطعة بحرية و34 طائرة ستشارك في هذه المناورات. وقالت صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» الروسية إن الوحدات البحرية الروسية تدربت في بحر قزوين قبل أيام على طريقة تكتيكية جديدة أطلق عليها اسم «الجدار» لصد هجوم جوي صاروخي. وداخل سوريا، كشفت صحيفة «إكسبريس» البريطانية عن أن الدفاع الجوي السوري على أهبة الاستعداد من أجل صد أى عدوان أمريكي، مشيرة إلى أن دمشق جهزت مطار «المزة» العسكري للرد على أي هجوم. ومن جانبه، اتهم مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أمس نظيره الروسي سيرجي لافروف ب«الدفاع عن هجوم» عسكري واسع النظام يعتزم الجيش السوري شنه بدعم روسي على إدلب. وقال بومبيو، في تغريدة على تويتر، إن «لافروف يدافع عن الهجوم السوري والروسي على إدلب»، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن هذا الأمر تصعيدا في نزاع هو أصلا خطير.وفي تغريدة ثانية، أشار الوزير الأمريكي إلى أن «الثلاثة ملايين سوري الذين أجبروا أصلاً على ترك منازلهم وهم الآن في إدلب سيعانون من هذا الهجوم. وهذا ليس جيداً. فالعالم يشاهد».وفي الوقت نفسه، زعم أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي أن إيران تبطئ من انتشارها البعيد المدى في سوريا، وهو ما أرجعه إلى تدخل الجيش الإسرائيلي والأزمة الاقتصادية التي تحيق بطهران بعد تجديد فرض العقوبات الأمريكية عليها. وذكر ليبرمان، خلال مقابلة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن «الإيرانيين قلصوا نطاق نشاطهم في سوريا». وأضاف أنه ليس «هناك نشاط في هذه المرحلة» في جهود إيران لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ على أراضي سوريا.