تحيا مصر هذه الأيام حالة تاريخية فريدة من إعادة البناء والإعمار فى شتى المجالات، بناء يتم بعرق وجهد أبناء مصر المخلصين النابهين فى جميع التخصصات، عمران فى كل مكان، جاهزية واستنفار فى جميع الأنحاء، جهد يبشر بكل خير. لكننا مع هذا الجهد البالغ الأهمية والضرورة، ومع إدراك القيادة السياسية لأولويات المرحلة المقبلة نجد أن الأولوية المطروحة الآن تتجه نحو الصحة والتعليم والثقافة، وهنا نجدنا إلى جانب ذلك نحتاج لتنبيه فى غاية الأهمية وهو أن تطرح رؤية مجتمعية مكملة ترتبط بمشروع قومى لإعادة بناء منظومة القيم والأخلاق، وتقوية النسيج المجتمعى ليصبح أكثر تماسكا وترابطا وتفاعلا مع قضايا الناس. ولعلى هنا أطرح خططا للتعامل مع هذا الأمر فى دوائر متداخلة أولها أن تتضمن مناهجنا الدراسية دروسا تتحدث عن القيم النبيلة والأخلاق الحميدة والسيرة المشرفة للنبى الكريم، صلى الله عليه وسلم، وقصص صحابته، رضوان الله عليهم أجمعين، والتابعين من الأعلام والصالحين، كما نقدم لطلابنا ما يربى فيهم الأدب والأخلاق والاحترام للكبير والرحمة بالصغير. وإلى جانب المناهج يأتى دور بقية مؤسساتنا التربوية من مساجد ودور تحفيظ للقرآن الكريم ومعاهد دينية، فضلا عن أماكن التجمعات الشبابية فى الأندية ومراكز الشباب. كذلك أدعو الإعلام بجميع مجالاته من إعلام مرئى ومسموع ومقروء وورقى وإلكترونى وصفحات «سوشيال ميديا» لتوظيف منصاتهم المؤثرة فى تقوية هذا الجانب ونشر القصص الإيجابية بالقدر الكافى الذى يجعل منها ظاهرة ترتقى بالمجتمع، بدلا من التصدير شبه الدائم للصور السلبية والتى تبقى مهما تعددت نشازا عن طبيعة مجتمعنا. كذلك أدعو القائمين على الدراما والسينما والمسرح أن يبتعدوا عن ثالوث الانحراف الأخلاقى الذى لا يكاد يخلو منه عمل درامى أو سينمائى ولنقدم ما يرتقى بالذوق العام ومنظومة القيم الأخلاقية بما يليق بمصر وشعبها وتاريخها وحضارتها. إننى كجزء من قيادة المنظومة التشريعية المصرية لعلى أتم استعداد للتعاون فى إصدار أى تشريع قانونى يساعد فى هذا المشروع القومى النبيل الذى أراه بين ثنايا سطور رؤية القيادة السياسية لمستقبل بلدنا، وهو أمر يجب أن يصبح أولوية مهمة لنا جميعا لأنه بالأخلاق سنشعر بقيمة كل ما تحقق من إنجازات. لمزيد من مقالات السيد محمود الشريف نقيب الأشراف ووكيل مجلس النواب