منذ أيام عادت إحدى الفرق الرياضية إلى أرض الوطن، وكانت تضم أطفالا من مختلف الأعمار بعد رحلة تدريب خارج مصر، وكان من بينهم ابن صديقتى، الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشرة، والمجموعة بأكملها تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 15 عاما، وكانت المفاجأة في التغيير الشديد الذي اكتشفته الأمهات في الأولاد بعد عودتهم، رغم أن رحلتهم لم تستمر سوى عشرة أيام فقط، فما بالك لو كانت المدة أطول من ذلك!. اعتماد الأولاد على أنفسهم وانتظام عدد ساعات نومهم كانت من أكثر ما تميز به هؤلاء الأولاد، مما فتح باب النقاش حول تشابه هذا التدريب وتدريبات الكشافة، التي كانت منتشرة في مدارسنا وفى النوادى ومراكز الشباب زمان، فمن كان يريد أن يعلم أبناءه عادات الاعتماد على النفس ورفع قدراته البدنية وكفاءته ولياقته الذهنية والنفسية، فعليه بإرسال أبنائه إلى فريق الكشافة فى المدرسة. سميت الكشافة بهذا الاسم من الكشف؛ لأن الغاية من الكشفية هي اكتساب القيم؛ وتحصيل الأخلاق الحميدة؛ والتربية الصالحة، فالمناهج الكشفية تعمل على تربية الفرد تربية صحيحة كما تعمل على ربط الفرد بمجتمعه، وتدعم رابطة الصداقة بين الأفراد من خلال الأعمال الجماعية وتنمية السلوك الاجتماعى الجيد للكشاف، تربية الكشاف على الأخلاق الحميدة، وغرس روح الانتماء للوطن لدى الكشاف فهى حركة تربوية تطوعية غير سياسية مفتوحة للجميع دون تفرقة فى الأصل أو الجنس أو العقيدة، وتعتبر هذه النقاط هى الهدف والمبادئ الأساسية للحركات الكشفية. فكرة الكشافة في الأصل تعود الي اللوردٍ "بادن باول" عندما حاصرت عصابات المهاجرين من أصل هولندي معسكر الإنجليز فاستعان بالشباب للقيام بالأعمال العسكرية كالحراسة والطهي ونقل الرسائل، وبعد فك الحصار قام بإنشاء فرق كشفية لعمر الكشاف وأقام مخيما تجريبيا عام 1907 في إنجلترا، وبعد نجاح الفكرة قام بتوسيع الفئة العمرية فضم الأشبال. كما كتب "بادن" مبادئ الكشَّافة مستنداً على كُتُبِه العسكرية السابقة، وظل "بادن باول" وزوجته مترأسين الحركة الكشفية حتى مماته. وبعد ذلك انتشرت الكشافة في جميع أنحاء العالم. لم يعلم الكثير قدر أهمية الكشافة لدى أبنائنا، وتأثيرها في بناء شخصياتهم، فعلينا البحث وبشدة عن أماكن تكون اَمنه على أبنائنا لممارسة مهارات الكشافة، ويا ليت مدارسنا تقوم بدورها فى إعادة فرق الكشافة، لأنها رسالة إنسانية وتجربة نافعة. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح