لا أعتقد ان هناك دولة قدمت66 مسلسلا في شهر واحد وان هناك شعبا قام بثورة اذهلت العالم قد جلس امام شاشات التلفزيون30 ليلة ليشاهد كل هذه التفاهات والشتائم بالآباء والأمهات وباقي افراد الأسرة. لا اتصور ان المصريين شاهدوا2000 ساعة طوال الشهر الكريم واضاعوا من حياتهم هذا الوقت يشاهدون هذه الكوارث الدرامية حيث لافن ولا قيمة ولا إبداع مئات الملايين من الجنيهات تم إنفاقها علي هذه الأعمال.. في زمان مضي كنا نشاهد طوال شهر رمضان مسلسلا واحدا إجتماعيا وبجانبه مسلسل ديني رفيع.. علي سبيل المثال أخذت ليالي الحلمية للراحل الكبير اسامة انور عكاشة خمس سنوات وهذا ما حدث مع مسلسل محمد رسول الله للراحلة امينة الصاوي.. وهناك مسلسلات اخري كانت علامات منها اولاد آدم والمال والبنون والراية البيضا ورأفت الهجان ودموع في عيون وقحة وبين السماء والأرض كانت المسلسلات تحمل قيما فكرية وسلوكية وتضيف لعقول الناس الكثير في الفكر والتاريخ والدين الصحيح. ومع هجوم المسلسلات الكاسح ظهرت أشياء غريبة لا أدري هل هي من متطلبات المرحلة وهي امر مقصود ام انها المصادفة.. لا يوجد مسلسل واحد بدون ذقون ومحجبات سواء كان بهدف السخرية والنقد ام مسايرة للموضات السياسية ومداعبة غير بريئة للإخوان والتيارات الدينية.. واشتركت معظم المسلسلات في اللعنات للأمهات والآباء وعدد لا يحصي من الشتائم والبذاءات. اما الوجه الآخر الذي ضاع بسببه الصوم فهي أحاديث شباب الشيوخ والدعاة ولا أدري لماذا لا يصحح الداعية قبل ان يظهر علي الشاشة القصص والحكايات وما فيها من اخطاء لغوية تصل إلي الآيات القرآنية.. هذا السيل من الأحاديث لا يضيف شيئا إلي عقول الناس لا يصحح أخطاء في السلوك أو التدين ويضع الناس علي طريق الإيمان الصحيح والإسلام الوسطي.. إفتقدت موائد رمضان من المسلسلات العمق والفكرة وافتقدت في احاديث الدعاة والفقهاء الدعوة الصحيحة واللغة العربية السليمة وافتقد الصائمون امام هذا الصخب الذي طاردهم ساعات الليل والنهار راحة البال والهدوء النفسي والسكينة مع الشهر الكريم. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة