في الوقت الذي بشرنا فيه وزير الكهرباء بزوال غمة انقطاع الكهرباء أعلن رئيس الوزراء أنه لايستطيع طمأنة المواطنين إلي انتهاء الأزمة في وقت قريب, وذهب أبعد من ذلك نصحنا بارتداء الملابس القطنية الخفيفة وتجمع أفراد الأسرة في غرفة واحدة لتوفير استهلاك الكهرباء وهو ما أثار ضده التعليقات الساخرة ومنها إشتراك أفراد الأسرة في الاستحمام معا! الذي خفف عنا هو توجيه الرئيس مرسي إلي المحافظين إبلاغ المواطنين مقدما عن مواعيد قطع الكهرباء. فالذي أصبح مفهوما أن قطع الكهرباء ليس لعطل فني مفاجيء, وإنما هو قطع متعمد لتخفيف الاستهلاك والأحمال علي المحطات. وهذا أمر نتقبله ولكن بشرط أن يجري القطع بصورة عادلة علي مختلف المحافظات والأحياء, فيتحقق التكافل بين الجميع في مواجهة الأزمة إلي أن تنفرج. ومادام القطع متعمدا فيكون إذن معلوما مقدما مواعيد وأماكن القطع, وهذا ماسبق طلبناه وأيده الرئيس مرسي من خلال توجيهاته للمحافظين. ذلك أن أسوأ ما في هم الكهرباء أو المياه أن نعيش تحت التهديد طول اليوم ولا نعرف متي تأتينا اللحظة, وأن يستقل المواطن مصعدا وهو يضع يده علي قلبه خوفا من توقف المصعد به بين الأدوار ويبقي محبوسا داخل الصندوق وهناك من يعانون عقدة الأماكن المغلقة. وأخطر من ذلك هناك المستشفيات وعيادات أطباء الأسنان وملايين الثلاجات في البيوت أو المحال وغير ذلك مما لايمكن حصره. ولهذا قلت إننا نقبل انقطاع الكهرباء, بشرط ألا تقع بطريقة الغارات المفاجئة, وأن يتم تنظيم هذه العملية وهو أمر مقدور عليه في زمن وسائل العلم الحديث الذي يمكن بها وضع خريطة كاملة لأماكن ومواعيد الانقطاع مسبقا بحيث لاتزيد عن خمسين دقيقة لمرة واحدة في اليوم. نريد أن نعيش حياتنا عادية, وليس تحت إرهاب انقطاع الكهرباء في أي وقت! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر