قبل أن أكتب شيئا.. لابد أن أعترف بأنى لا أستثنى نفسى من أى حديث أو إتهام للإعلام الرياضى فى مصر، فأنا مثل كل الآخرين أرتكب نفس الأخطاء، وأمارس نفس السلوك العجيب، فنحن نمثل إعلاما قصير النفس، لا يتبنى - فى الغالب - أي قضية حتى يغلق ملفاتها بحسم ووضوح، حيث نتحمس كلنا فجأة لقضية ما، ونمسك بأقلامنا .. ونشهر سيوفنا.. وألسنتنا، وبمنتهى الغرابة .. تمضى بنا أيامنا القليلة، فننسى القضية التى فتحنا ملفاتها.. وكنا نقاتل بشأنها، منشغلين بحكايات أخرى لم نعد نتذكرها هى أيضا!! لذلك .. أتمنى أن نخرج ( ولو لمرة واحدة) بعد أى أزمة بشيئ مفيد، حتى لا ينتهى الحزن على خروج منتخب الوطن بهذا الشكل السيئ من كأس العالم، بلا طائل أو فائدة، ونظل نعيش حياتنا الرياضية بنفس الحالة المزمنة من الصراخ والعويل، ونستمع دوما إلى إسطوانة الفشل والفضائح وإصلاح المنظومة، ثم ينفض المولد دون جديد! ومن هنا .. لابد أن نعترف بعدة أشياء: 1- هناك فارق كبير بين كرة القدم المصرية، وبين كرة كأس العالم، تلك التى يلعبها أناس لديهم الكثير من الروح والشجاعة والرغبة والتنظيم. 2- لم نذهب لهذه المشاركة العالمية منذ سنوات طويلة، وبالتالى نفتقد لخبرات كثيرة، وهو ما نتج عنه تلك الهرجلة التى رأيناها، سواء فى المعسكر أو فى الملعب. 3- منظومة إدارة كرة القدم فى مصر مليئة بالأخطاء، ولا تجد من يصلحها منذ سنوات، لأن هناك من يرى العمل العام مجرد مناصب بلا عمل، أو مجرد صورة فى جريدة، أو مقعد فى برنامج، أو رحلة سفر! 4- لا يملك وزير الرياضة ولا مجلس النواب ولا الإعلام وعموم الناس محاسبة اتحاد الكرة، ولن يحاسب اللاعبين، لكن سجلات تاريخ كرة القدم ستظل تذكرهم بأنهم كانوا الأسوأ.. والأخير مع بنما! 5- وأخيرا.. لقد مللنا من الحديث المكرر عن إصلاح الكرة المصرية والجمعية العمومية، وبات تقليدا يوميا مثل الفول والطعمية، وكما قال الشاعر أحمد مطر (مع التعديل): أمس اتصلت بالأمل، فقلت: هل يمكن أن يخرج العطر من الفسيخ والبصل؟.. فقال: أجل، فكل شىء محتمل، قلت: إذن مسئولو الرياضة فى مصر سيشعرون يومًا بالخجل؟.. قال: لن يحصل! لمزيد من مقالات حسن خلف الله