بحفاوة وكرم أهل الريف استقبلتنا أيقونة البهجة الفنية في أفراح المصريين ومناسباتهم جميعها صاحبة الموهبة المتفردة واللون الخاص الذي لم يضاهيها فيه غيرها منذ سطوع نجمها منذ خمسون عاما إلي اليوم وغدا حتي ابنتها المطربة الصاعدة شيماء الشايب.. فنحن لدينا فاطمة عيد واحدة والتي قال عنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أن صوتها ليس له شبيه ولا بديل. في منزلها الأنيق بأحد التجمعات السكنية بمدينة6 أكتوبر أعدت مكانا خاصا باستقبال الضيوف أشبه بالمندرة الريفية (غرفة مكتب واستقبال بالخارج حفاظا علي حرمة المنزل) وجدتها كما هي بسيطة خفيفة الروح فقط استبدلت المنديل الفلاحي المبهج الذي تميزت به والجلباب الفلاحي المتميز بحجاب مودرن وعباءة زرقاء داكنة واحتفظت بقوة صوتها وبهجتها وطيبة ملامحها وذاكرة حديدية لا زالت تحفظ بها مقاطع أغانيها القديمة والحديثة وتؤديها بطزاجة مطربة ناشئة وفتاة ريفية فرحه بما تغني.. وعلي أنغام سلمولي عليه, لأشكيك للقاضي, لا تجيبلي الشاكلاته في الخلفية من كمبيوتر عالي الصوت بنفس الغرفة وفي الذاكرة نفس الأغاني والألحان والمناسبات الخاصة والعامة التي تذكرنا بها أغنياتها, وبدأ الحوار الحميمي للغاية بسؤالها: لماذا ابتعدت صاحبة البهجة عن جمهورها في السنوات الماضية ؟ لم أتعمد الغياب لكن الأحداث الصعبة التي عاشتها مصر في الثمانية أعوام الماضية أثرت في ككل المصريين ولذلك قلت البهجة بالفعل وازداد القلق والتوجس لكنني منذ فترة أعد لألبوم أو اسطوانة جديدة ثمان اغنيات من تأليف وتلحين زوجي اللواء الفنان شفيق الشايب نوعت فيه بين الأغنية الشعبية والوطنية. الحقيقة نشعر دوما أن لك لونا مفرحا حتي لو غنيتي أغاني وطنية أو اجتماعية أو حتي حزينة,, لا أنسي لك أغنية( جوزي اتجوز عليا) جعلتي مصيبة إمرأة أغنية للفرح والبهجة!! منذ زمن طويل اتفقت مع زوجي وهو معلمي وولي أمري والمسؤول عن كل ما يخصني فنيا وانسانيا: ان لوني الخاص هو رأس مالي لذلك لم أغيره مطلقا لذلك استطعت النجاح والتميز وسط عمالقة الطرب في الزمن الجميل وحتي ملوك الأغنية الشعبية تميزت بينهم بهذا اللون لذلك مهما قلت لن أغني شيء حزين أو محبط,, حتي أنني في غناء الموال أشعر أنه مهما كانت به المواعظ والعبر فهو تمهيد للفرح القادم في الأغنية. قلتي أنك تعدين لألبوم غنائي جديد تعودين به, ماذا تخصين الأهرام به من أغانيه ؟؟ سجلت أغنية للجيش المصري ولمصر تقول كلماتها اطمني ياللي ولادك دول يحموا حدودنا ويحموا دولا ودولا عاوزين بلادنا تبقي هي الأولي علشان نخلي المايلة معدولة أيضا: عروسة الشرق بتصبح علي ولادها في كل مكان: وبعد الشمش ما تروح بتسعدنا بقمر سهران دي مصر الغالية شايفينها في توب أخضر جديد في جديد بتتمخطر علي جبينها أسامينا شموع بتقيد عروسة الشرق بصراحة هل ابتعدتي لأن الساحة الغنائية الآن أصبحت لها متطلبات أخري,, حتي الأغنية الشعبية طغت عليها أغاني المهرجانات والسوقية إلي حد كبير ؟؟ بداية أنا كنت محظوظة للغاية منذ بداياتي وحتي الآن وتعاونت مع شيوخ الملحنين وأهمهم قديما وحديثا فقد لحن لي أحمد صدقي, حلمي أمين, جمال سلامة, ابراهيم رأفت, كمال الطويل, عمار الشريعي وقدمت أغاني الأفراح وأغاني الحج والأغنية الريفية والصعيدية والبدوية وأغاني المسلسلات والأفلام وأغاني للتليفزيون والإذاعة, رصيدي900 أغنية لذلك أنا متشبعة فن في الأساس ولا أعمل لمجرد العمل أو التواجد ولا أعتبر أن الغناء تجارة,, لكن هناك أزمة انتاج عامة خصوصا بعد سرقة الأغاني من الإنترنت لذلك فالإنتاج لم يعد له راعي حقيقي يغامر ويقبل الخسارة وبالنسبة لشركة روتانا لكم دينكم ولي ديني, والمطربين المصربين الذين تعاقدوا معهم لم يستمروا لذلك فهناك مناخ عام يؤثر علي الجميع وليس فقط فاطمة عيد وعندما قررت العودة أصبحت أنتج الآن لنفسي وينتج لي المنتج ريتشارد الحاج, بالطبع لم أعد أسافر لاحياء حفلات بالخارج مثلما كنت منذ فترة لأن زوجي رفض أن يكون لي مدير أعمال غيره طوال عمري ولذلك فليس خلفي مؤسسة أو حتي شخص يسعي وراء احيائي حفلات للجاليات العربية بالخارج والفن كغيره مسألة عرض وطلب. - بالنسبة للأغاني السوقية وأغاني المهرجانات وغيره لا أراها فن شعبي,, لأن الفن الشعبي يمثل الشعب المصري ويقدم طبيعية مدنه وثقافة قراه بمعني ثقافة أهل القناة, ثقافة أهل الصعيد, ثقافة أهل الريف أو أهل بحري وهكذا,, لكن أغاني تنشر البلطجة والرقص بالسيوف دون موسيقي دون كلمات هذا انحدار وليس فن شعبي ولا راقي ولا رومانسي ولا أي شئ. - كيف غيرت القاهرة والنجومية في الفتاة القروية ابنة قرية القنايات بمحافظة الشرقية ؟؟ لم تغير شئ, لا زلت الفلاحة البسيطة الغير متكلفة أري جوزي سي السيد ولا أسمح لنفسي بالندية معه أو حتي بالتشاحن حتي لو أخطأ بحقي والكلمة الأولي والأخيرة في المنزل وفي العمل له هو, وأنا أرعي المنزل والأولاد وأدخل المطبخ وكل شيء كأي سيدة منزل عادية لا أتعامل كنجمة ولا مشهورة لذلك استمر زواجنا واستمر تعاوننا وسعادتنا الحمد لله طول هذة السنوات. قدمتي أغاني قومية بهدف تحديد النسل بالتعاون مع اليونيسيف كانت( حسنين ومحمدين) والتي نالت شهرة واسعة جدا ألا تشعري هذة الأيام أن هناك أهداف قومية تجذبك للتعبير عنها بالغناء ؟؟ رجعت هذا العام بالأغاني الوطنية وطوال عمري كنت كذلك أسعي لنقل الهدف العام لكافة الطبقات فقد قدمت مع الملحن أحمد صدقي أكثر من أغنية لسيناء الغالية مثلا قدف يا مراكبي وعدينا نفرش بالحب طريق سينا وفي كل مكان بأمان وسلام نزرع بستان نبني مدينة - كذلك أنا مصرية من سينا أنا فاطمة العرايشية في ليلة فرحي مين زيي وكل حبايبي حوالي عروسة وحنتي الليلة علي واحد من العيله مقدملي السلام مهره ونجمة سينا علي صدره بنور الحب ملاليه أنا فاطمة العرايشية. - شيماء الشايب ابنتك الموهوبة التي ملأت السمع والأبصار في طفولتها ثم اختفت تماما وتحاول الرجوع هذة الفترة,, هل كانت نجوميتك وحب الناس لك سببا في عدم بزوغ نجم ابنتك من فرط المقارنة معك أو في تميزك وشهرتك,, وتلك الأزمة التي تلاحق غالبا أبناء المشاهير ؟؟ شيماء لا تقلدني حتي تتم مقارنتها بي لكنها تغني أغاني عاطفية طربية لم تدخل أبدا في مجال الأغاني الشعبية أو الريفية,, لكن هناك مؤامرة دفعت شيماء فيها سبعة أعوام من عمرها وكانت في أوج انتشارها عندما تعاقدنا مع سيدة كويتية تقيم في دبي علي اعتبارها منتجة وسجلت بالفعل شيماء معها ألبوم,, وعندما لم تطرحه في الأسواق ذهبنا إليها لنتفاجأ ان الشركة وهمية,, لا أعلم المؤامرة كانت لصالح من لكن اعتبرنا هذا نصيب وأنا متفائلة أن تنجح شيماء وتتفوق في شهرتها علي حتي لأنها شديدة الموهبة بدليل أنها طرحت أغنيها الأخيرة( سد خانة) الشهر الماضي فقط فحققت4 مليون مشاهدة علي اليوتيوب, الحمد لله كثيرا.