سُئل رجل ذات مرة؟ لو كانت هناك أمنية واحدة تُلبى لك الآن ماذا ستتمنى؟ فقال: راحة البال، اليوم وكأننى للمرة الأولى أقرأها فى كتاب الله: «وأصلح بالهم»، توقفت ملياً عند هذه الآية.. كلمة (بال) فصيحة وكنت أظنها عاميّة، وأصلح الله بالكم، دعاء جميل جداً فى الآية لم نكن نفطن له. والبال هو موضع الفكر، والفكر موضعه العقل والقلب. فأنت حين تقول: أصلح الله بالك، أى أصلح الله خاطرك، وتفكيرك، وقلبك، وعقلك. ويقول الله سبحانه وتعالى فى سورة محمد: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ، كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ». فشروط إصلاح البال ثلاثة مذكورة فى كتاب الله: الإيمان بالله وعمل الصالحات والعمل بتعاليم ما نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ بشكل فعلي. وحين تطوقك آلامك، وتخنقك أحزانك، احزم أمتعة همومك، وارحل بقلبك إلى الله، تجد السعادة. وهناك فى كتاب الله تعالى: فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ. وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّى سَيَهْدِينِ)، وها هى مريم بنت عمران مرت بموقف عصيب ومع ذلك قيل لها “ كلى واشربى وقرى عينا “ عش حياتك ولا ترهق نفسك بالتفكير فالله عنده حسن التدبير . وتذكر أن الله جل جلاله قال لعباده « لا تقنطوا». وقال يعقوب لأولاده «لاتيأسوا». وقال يوسف لأخيه «لا تبتئس». وقال شعيب لموسى «لا تخف». وقال نبينا صل الله عليه وسلم لأبى بكر «لا تحزن» واعلم أن نشر الطمأنينة فى النفوس فى ساعات القلق منهج إلهى نبوى.. انشروا الطمأنينة والثقة بالله فلا بد من فرج قريب. أراح الله بالى و بالكم، وكفّر سيئاتى وسيئاتكم، وهدانى وإياكم طريق الصواب.