يجتمع اليوم داخل مقر حزب الوفد قرابة مائة حزب سياسي استجابة للدعوة التي وجهها إليهم رئيس الحزب المستشار بهاء الدين أبو شقة من أجل تفعيل الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى بتشكيل لجنة تنسيقية حزبية يناط بها تحقيق التواصل السياسي الدائم بين الأحزاب والحكومة، بالإضافة لتفعيل المادة الخامسة من الدستور التي تعلي من شأن الكيانات الحزبية تجاه منافسيها الحاليين من الائتلافات السياسية والجمعيات التي تمارس أدوارا سياسية مما يضعف من الدور التقليدي للأحزاب داخل المشهد السياسي. ومن جانبه، أكد المتحدث الإعلامي لحزب الوفد الدكتور ياسر الهضيبي أن جميع الأحزاب المُسجلة في لجنة شئون الأحزاب وعددها 102 حزب تلقوا خلال اليومين الماضيين اتصالات ودعوات رسمية من رئيس الحزب وبشكل مباشر من أجل حضور اجتماع اليوم، وأن جميع قادة تلك الأحزاب أكدوا خلال تلك الاتصالات حضورهم الاجتماع. وبهذا ينظر لاجتماع اليوم داخل «بيت الأمة» بوصفه حدثًا تاريخيًا بالمشهد السياسي المصري. وأضاف الهضيبي أن أجندة اجتماع اليوم سوف تناقش بندين رئيسيين: الأول، تفعيل مبادرة الرئيس السيسي، والعمل على تشكيل اللجنة التنسيقية المنوط بها التواصل السياسي بين الأحزاب والحكومة، حيث سيكون دور تلك اللجنة حال التوافق على تشكيلها نقل رؤى ومطالب الأحزاب إلى الحكومة في كل القضايا المطروحة للنقاش العام، وتحقيق انسجام أكبر بين الطرفين في تلك القضايا وبقية التحديات التي تواجه الدولة. والثاني، تفعيل المادة الخامسة من الدستور الداعية لإقامة حياة ديمقراطية سليمة تقوم على التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة، بحيث تكون الأحزاب السياسية هي عماد المشهد السياسي وليس الائتلافات أو الجمعيات التي تمارس أدوارا سياسية دون أن يكون لها أي هياكل أو عقيدة سياسية حاكمة، من اجل إعادة الثقة في الأحزاب وزيادة قاعدتها الجماهيرية بما يثري العمل السياسي العام. والغاية الأساسية منهما، كما قال الهضيبي، إعداد وثيقة وطنية وحزبية متكاملة تجتمع حولها تلك الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وتعيد التوازن إلى النظام السياسي. كما أكد الهضيبي أيضًا أن هناك ورش عمل سوف تلي هذا الاجتماع الموسع، ستبدأ اجتماعاتها من اليوم التالي من أجل إعداد الوثائق الخاصة بكل بند، وتحديدًا الأول سواء التوافق على ماهية تلك اللجنة التنسيقية، وطبيعة الأحزاب المشاركة فيها سواء بشكل منفرد أو ضمن تيارات رئيسة من التيارات الثلاثة المهيمنة على المشهد السياسي. وأن «بيت الأمة» سوف يحتضن أيضًا اجتماعات تلك الورش السياسية حتى تنتهي من عملها. ومن ناحية أخرى أكد المسئول الإعلامي لحزب المحافظين أحمد حنتيش ان رئيس الحزب أكمل قرطام والمستشار محمد عبد المولي سيشاركان في اجتماع اليوم، وأن الحزب سيعرض رؤيته لتفعيل الحياة الحزبية في مصر وسيعرض الوثائق التي أعدها بهذا الشأن معتبرًا أن عدد الأحزاب الموجودة على الساحة ليست المشكلة الرئيسة ولكن الأزمة هنا تكمن فى فاعليتها بالشارع، وهذا يحتاج إلي إرادة سياسية وقناعة شعبية، مستكملا أن الثانية تكمل الأولي وتأتي علي أثرها. وأكد أن الحزب يري أن التعددية الحزبية المفرطة ليس لها فائدة ولكن من الناحية الأخرى ليس لها أضرار، فالأحزاب المؤهلة أن تكون أحزابا قوية ومتجردة هي بقوتها قادرة علي القضاء علي التعددية المفرطة مع الوقت، ومن ثم يسعى الحزب لتشكيل ائتلاف وشراكة مع بعض الأحزاب التي يثق في تجردها ووضعها الأمن القومي في مقدمة أولوياتها.