من الذي يدير الرياضة في مصر؟! هل الحكومة والدولة المصرية.. أم الاتحادات الدولية وبخاصة الفيفا؟! هذا هو التساؤل المطروح علي الساحة الرياضية والشارع المصري حاليا, فيما يختص بانتخابات اتحاد الكرة المعروف باتحاد الجبلاية!! قبل أن نتطرق إلي هذا الموضوع نود تأكيد ضرورة أن يعلم الجمع بأن مصر لم تعد هي كما كانت قبل ثورة25 يناير, خاصة وهناك حكومة جديدة, ومجلس وزراء جديد برئاسة د. هشام قنديل وتضم الوزارة الجديدة أول وزير للرياضة في تاريخ مصر بقيادة الوزير الشاب العامري فاروق. هل يقبل سيادة رئيس الوزراء ووزير الرياضة أن تدار الرياضة المصرية, خاصة اتحاد كرة القدم من خلال المندوب السامي للفيفا الذي يعيدنا مجددا إلي زمن المندوب السامي البريطاني أيام الاحتلال الانجليزي؟! هل يقبل سيادتهما بأن يستخدم البعض من المرشحين عصا الفيفا للتهديد والوعيد وتخويف المسئولين من الاقتراب من الجبلاية بحجة أنه يعتبر تدخلا حكوميا وهو ما يرفضه الفيفا حتي ولو كانت اللوائح تخالف لوائح الجهة الإدارية المعمول بها في جميع الاتحادات بالدولة!! بحجة الجمعية العمومية عاوزة كده! نعلم أن مهمة وزير الرياضة الجديد ستكون في غاية الصعوبة خاصة في مواجهة الفساد الذي استشري, ومازال ضاربا في أعماق وجذور كل الألعاب وليست كرة القدم فقط, في ظل سيطرة شلة من رموز النظام السابق واعضاء لجنة السياسات والمنتفعين الذين يريدون فرض سيطرتهم والبقاء في مقاعدهم محتمين بلوائح الفيفا والاتحادات الدولية وجعلها الفزاعة الجديدة لكل من تسول له نفسه من الاقتراب من مصالحهم. وللأسف الشديد ما فعله المسئولون باتحاد الكرة كان أشبه بالزوج الذي اراد ان يذبح القطة لعروسه في ليلة العرس عندما استغلوا انشغال الرأي العام والإعلام بالسباق الرئاسي, ونجحوا في غفلة من الزمن في تمرير كل ما يريدون تمريره من لوائح حتي ولو كانت تتعارض مع لوائح الدولة في زيادة عدد الأعضاء مجلس الإدارة للضعف وتخصيص مقعد كوتة للسيدات إرضاء للمحاسيب, وكان أخطر ما تم تمريره هو سحب حق الجمعية العمومية في الاعتراض علي أي من قرارات مجلس إدارة الاتحاد!! وللأسف الشديد كان وزير الرياضة العامري فاروق شاهدا علي ما تم من تزوير لارادة الجمعية العمومية الأخيرة لاتحاد الكرة بصفته ممثلا للنادي الأهلي قبل اختياره وزيرا للرياضة, ويعلم أنه لم تتم مناقشة أي من بنود اللوائح التي تم تمريرها علي شاكلة مجلس الشعب في النظام السابق موافقون لفرض أمر واقع في ظل حضور أشخاص ليس لهم أي علاقة بالجمعية العمومية وكل ما شابها من غش وتدليس وتزوير في ظل تواطؤ الجهة الإدارية!! ويمكنني القول إن العامري هو الذي ذبح القطة لكل المزايدين والذين كانوا يحتمون ويستقوون بالفيفا علي مصر, وأعتقد أن أهم أولويات اللجنة المؤقتة تنقية الجمعية العمومية وقصرها علي أندية الممتاز والدرجتين الأولي والثانية فقط وإغلاق الباب أمام مراكز الشباب التي أصبحت تابعة بحكم القانون إلي وزارة الشباب وليست وزارة الرياضة!! ثم تنقية لائحة النظام الاساسي وفتح باب الترشيح لانتخاب مجلس ادارة جديد وفقا لمعايير جديدة دون جرنا الي ازمات جديدة كما هو الواضح في التعامل مع ازمة النادي المصري التي قد تقلب الطاولة علي الجميع, وان كنت اعتقد ان عودة النشاط الرياضي وتحديد الفرق المشاركة بالمسابقة مسئولية مجلس الإدارة المنتخب, وليست اللجنة المؤقتة المحدد لها60 يوما. نفسي أعرف من هو المندوب السامي للفيفا ليتم طرده من مصر!! [email protected]