استخدم مقامات لم تكن موجودة فى مصر كالحجاز كار والنهاوند والكرد والعجم. و عرف عنه رقيه فى اختيار الكلمة، تعاون مع كبار رجال الدولة الذين يكتبون الشعر أمثال محمود سامى البارودي، وإسماعيل صبرى باشا، والشيخ عبد الرحمن قراعة مفتى مصر فى ذلك الوقت، وعائشة التيمورية. كما طلب من بعض الشعراء والمثقفين ترجمة مجموعة من الأغانى التركية إلى اللغة العربية، وهو من أوائل من لحن القصيدة التقليدية مثل «أراك عصى الدمع» لأبى فراس الحمداني. انه عبده الحامولى المجدد فى الموسيقى العربية، وأبرز اسم فى عالم الطرب فى القرن التاسع عشر، امتد أثره إلى مطربى القرن العشرين.. ولد عبده بقريه الحامول التابعة لمركز منوف بمحافظه المنوفية، وذاع صيته فانتقل للقاهره حيث التقى مصادفة شاكر أفندى الحلبى أحد حفظة الأدوار والموشحات، فتلقى على يديه أصول الغناء، وحقق شهرة واسعة فى عالم الغناء، وكون تختا موسيقيا خاصا به، وتولى محمد عثمان والشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب مهمة تلحين أغانيه. عندما سمعه الخديوى إسماعيل أعجب به وألحقه بحاشيته، واصطحبه إلى الآستانة، وبذلك تهيأت له فرصة الاستماع إلى الموسيقى التركية، واستطاع أن يقدم ألحانا تجمع بين المزاج المصرى والمزاج التركى وتحمل الطابع الشرقي. وفى عام 1901 وقبل وفاته بأسابيع، سجّل بعض أعماله على أسطوانات شمعية، إلّا أنّ رداءتها لم تسمح بانتشار واسع لها. وقد بقى عدد من هذه التسجيلات حتّى اليوم. ورغم أن تراثه الغنائى ينتمى إلى القرن التاسع عشر، إلا أن تأثيره كان قويا على كل مطربى العقدين الأولين فى القرن العشرين، أمثال صالح عبد الحى ويوسف المنيلاوى وعبد الحى حلمى وسلامة حجازي. اشترك بالغناء فى فرقة أبو خليل القبانى المسرحية، وتزوج من المطربة سكينة الشهيرة «بألمظ»التى شاركته طريق النجاح وألهمته فجدد الموسيقى العربية.