وسط حفاوة أمريكية بالغة، استعرض الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون رؤيته للعالم فى كلمة ألقاها أمس أمام الكونجرس، فى أول خطاب من نوعه يلقيه زعيم أجنبى أمام جلسة مشتركة للكونجرس خلال العامين الماضيين، وذلك بعد يوم طويل من المباحثات المعقدة بين ماكرون والرئيس الأمريكى دونالد ترامب اتسمت بالود والصداقة، والكثير من الخلاف حول الملف الإيرانى بشكل خاص.وألقى الرئيس الفرنسى خطابه باللغة الإنجليزية بحضور أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب البالغ عددهم 535 عضوا مجتمعين، فيما غاب عنه ترامب، وهو شرف لم يحظ به العديد من الرؤساء الفرنسيين منذ خطاب نيكولا ساركوزى فى 2007. وركز ماكرون فى خطابه أمام الكونجرس على العلاقات التاريخية بين فرنسا وأمريكا، التى تواجه تحديات جديدة مثل زيادة التفاوت الطبقى وصعود النزعات القومية، كما دعا إلى عمل مشترك «لإعادة ابتكار النظام العالمى للقرن ال21»، مشيرا إلى أن باريسوواشنطن عليهما أن تظهرا رغبة فى «الاستمرار فى كتابة التاريخ معا». كما زار ماكرون مكتبة الكونجرس، بعد لقاء ودى مع بول ريان رئيس مجلس النواب. وأمضى ماكرون أغلب يومه فى ممارسة «رياضة» يحبها، على حد تعبير الكثير من المراقبين، وهى مناقشة الطلاب الأمريكيين فى القضايا الدولية والاجتماعية كما فعل من قبل فى الهند وبوركينا فاسو.وعلى الرغم من الحفاوة التى غلبت على لقاء ترامب وماكرون، فإن الرئيس الأمريكى لم يتخل عن عادة إحراج ضيوفه، فقد لفت أنظار الحضور من الصحفيين إلى وجود «قشرة شعر» على كتف الرئيس الفرنسي، وأزالها بيده قائلا : «بالمناسبة، سأخلصك من هذه القطعة الصغيرة من القشرة، يجب أن نجعله (ماكرون) مثاليا، إنه مثالى الآن». وعلى هامش الزيارة أيضا، اشتعلت منافسة فى الأزياء بين السيدتين الأوليين ميلانيا ترامب وبريجيت ماكرون، حيث ارتديتا أزياء من اللون نفسه فى أغلب المناسبات التى جمعتهما، ولكن كل منهما حرصت على ارتداء زى يحمل توقيع أشهر المصممين فى بلدها.