ونحن نحتفل غدا بالذكرى ال 36 لتحرير أرض سيناء الحبيبة، نتذكر معا حجم التضحيات التى قامت بها قواتنا المسلحة على مر تاريخها فى حماية هذا الوطن الغالى والدفاع عن مقدساته وحريته وسلامة أراضيه. فمن روح حرب أكتوبر المجيدة وانتصارنا العظيم، كانت البداية لتحرير سيناء ورفع راية مصر على أرضها تخفق بالعزة والكرامة الوطنية فى الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، ثم يكتمل التحرير بعودة طابا فى الخامس عشر من مارس عام 1989. فأرض سيناء تحظى بمكانة متميزة فى قلب كل مصرى، بحكم الجغرافيا والموقع الاستراتيجى المهم، فهى قلب مصر فى العالم بقاراته و حضاراته، ومحور الاتصال بين أسيا و إفريقيا، والرابط بين المشرق والمغرب العربي. وسيناء هى التاريخ العريق استشهادا بما سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض، ولكونها البوابة الشرقية ، فهى حصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها. ونحن نحتفل غدا بذكرى تحرير سيناء، نتذكر معا كيف تحررت هذه الأرض بكل وسائل النضال، من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف الى حرب أكتوبر المجيدة، لتبدأ مسيرة العمل السياسى والدبلوماسى، فكانت المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عامى 1974 و 1975 ، ثم مباحثات كامب ديفيد التى انتهت بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979..ولم تغب سيناء هذه البقعة الغالية على قلب كل مصرى عن اهتمام الدولة حتى أصبحت رمزا للسلام والتنمية، خصوصا أن معركتنا ضد الإرهاب توشك على الانتهاء، بتلاحم رجال قواتنا المسلحة والشرطة الذين يسطرون أروع الأمثلة فى معركة الدفاع عن أرض هذا الوطن الغالي، ليكون احتفالنا المقبل مثالا لنجاحاتنا المستمرة فى تحويل النكبات الى إنجازات يتحدث عنها التاريخ، ولتشارك سيناء بقوة فى الإستراتيجية التنموية طويلة الأمد، نظرا لكونها جزءا من إقليم قناة السويس الذى يحتضن أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة فى غرب خليج السويس و العين السحنة و شرق بورسعيد. ويتزامن احتفالنا غدا بذكرى تحرير سيناء،مع احتفال الشعب بتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية لفترة رئاسية ثانية الذى أرسى قيم العدل والمساواة والنقاء، لنكمل معا مسيرة التقدم والازدهار والنماء لتبقى راية مصر دائما خفاقة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام