استبق رئيس حزب الوفد المستشار بهاء الدين أبو شقة مخرجات اللجنة الخماسية المُكلفة بإنهاء ملف الطيور المهاجرة من الحزب التي قاربت على إنهاء عملها، وأعلن مساء السبت الماضي عن تشكيل المجلس الاستشاري، الذي يضم في عضويته بعضًا من تلك الرموز السياسية، بالإضافة لرموز أخرى تاريخية. وفقًا لقرار الإنشاء الذي وقع عليه أبو شقة في حضور مجموعة كبيرة من قيادات الحزب، فإن المجلس يناط به العمل على تقديم المشورة السياسية والاقتصادية فيما يعرضه عليه رئيس الحزب من قضايا وأمور متعددة، بهدف الحفاظ على ثوابت الحزب ومبادئه حال معالجتها وبلورة مواقف وفدية معلنة من تلك القضايا التي يشكل بعضها قدر من التحديات للحزب بشكل خاص للمشهد السياسي العام، حسب تأكيد أبو شقة. فيما اعتبر سكرتير عام الحزب الدكتور هاني سري الدين أن تشكيل المجلس يستهدف الاستفادة الفكرية من خبرات أعضائه وعبر التفاعل مع أعضاء الحزب بالإضافة لمعاونة الهيئة العليا للوفد في رسم الخطط الإستراتيجية، ورؤية الحزب خلال المرحلة المقبلة التي تعد محورية في مسار تطور الحزب سياسيًا. ويضم المجلس العديد من الرموز والكفاءات التاريخية بالوفد، بما فيها تلك التي خرجت أو استقالت منه على مدار السنوات الماضية لأسباب عديدة. ويتشكل المجلس من: عمرو موسي منسقًا عامًا للمجلس، وعضوية كل من: السيد البدوي؛ منير فخري عبد النور؛ المستشار مصطفي الطويل؛ أحمد عودة؛ أحمد عز العرب؛ والدكتور مصطفي الفقي؛ رؤساء الحزب السابقين مثل محمود أباظة، ورؤساء الشرف، ورؤساء حكومات الظل السابقين، ورؤساء الهيئات البرلمانية بالإضافة لسكرتيري العموم السابقين. ما يعني وجود شخصيات مثل فؤاد بدراوي الذي تولي سكرتير عام الحزب خلال الفترة 2011 2014. اعتبر مساعد رئيس الحزب للتواصل السياسي الدكتور محمد خليفة أن أحد ثمار التعاون المجلس مع الهيئة العليا هو إصدار قرار بتشكيل حكومة الظل لإعادة تفعليها من جديد، وأكد أن أبو شقة سيتخذ قرارا بتشكيل حكومة الظل الوفدية بعد لقاء عدد من الوزراء بالحزب، بهدف وضع رؤى وإستراتيجية لكل وزير في حكومة الظل حتى يكون لديه القدرة على حل أي مشاكل داخل أي وزارة. فيما اعتبرت قيادات حزبية سياسة الخطوة خطوة التي يتبعها أبو شقة محاولة ناجحة للمّ الشمل الداخلي وتجاوز لمعوقات عديدة، فهو من ناحية لم يدع بدراوي على سبيل المثال لحضور حفل تكريم البدوي قبل أسبوع حتى لا يثير حساسيات داخلية قبل انتهاء اللجنة الخماسية من عملها، فيما دعاه إلى اجتماع السبت داخل مقر الحزب لإعلان المجلس الاستشاري الجديد، كما دعا أيضًا رموز أبدت قدرا من المعارضة لبعض الإجراءات الداخلية مثل طارق التهامي. كما أن زيارة عمرو موسي للحزب قبل أيام قليلة من قرار التشكيل كانت بهدف الحصول على موافقته الشخصية على المشاركة فيه والعودة من جديد لصفوف الوفد. وأضاف هؤلاء أن القرار النهائي لعودة الطيور المهاجرة تحديدًا ليس بيد اللجنة الخماسية التي يترأسها الدكتور عبد السند يمامة، إنما بيد الهيئة العليا التي سوف تنظر إلى توصيات اللجنة وإصباغ المشروعية القانونية عليها بالتأكيد أو الرفض عبر التصويت عليها بالأغلبية، فمن جانبه، رجب تلك السياسة الهادئة عصام شيحة . وأتت تلك الخطوة الداخلية قبل الاندفاع في توسيع العضوية داخل الحزب عبر استقطاب العديد من الشرائح الاجتماعية لعضوية الحزب، حيث يأمل القائمون على بلورة تلك الإستراتيجية النجاح في توسيع عضوية الوفد لتشمل مليون عضو بنهاية هذا العام بهدف ليس دعم الوجود المادي والحضور الجماهيري للحزب في كل القضايا التي تطرح نفسها على المشهد السياسي فحسب، وإنما الأهم أيضًا تأكيد هذا الحضور تجاه الاستحقاقات السياسية القادمة وتحديدًا الانتخابات المحلية التي يمكن أن تعزز التواجد والنفوذ السياسي للحزب، بحيث يجني ثماره في انتخابات مجلس النواب القادمة.