شدد القادة العرب على أهمية تعزيز العمل العربى المشترك المبنى على منهجية واضحة وأسس متينة تحمى الأمة من الأخطار المحدقة بها وتصون الأمن والاستقرار ،وتسهم فى إعادة الأمل للشعوب العربية التى عانت من ويلات الربيع العربى وما تبعه من أحداث وتحولات كان لها الأثر البالغ فى إنهاك جسد الأمة الضعيف .جاء ذلك فى إعلان الظهران الذى أصدره القادة العرب مساء أمس بعد اختتام قمتهم التاسعة والعشرين برئاسة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز .وشددا الإعلان على رفض القادة لأى تدخل من قبل دول وأطراف خارجية فى شئون المنطقة وفرض أجندات غريبة تنشر الفوضى والجهل والإقصاء والتهميش . وأكد الإعلان مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقيةالمحتلة، عاصمة دولة فلسطين ،معلنا بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكى بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع تأكيد الرفض القاطع للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنها ستبقى عاصمة فلسطين العربية. وطالب إعلان الظهران بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس المؤكدة على بطلان جميع الاجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير معالم القدسالشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية، داعيا دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل مطالبا المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والإجراءات التعسفية التى تطال المسجد الأقصى والمصلين فيه، واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم فى إدارته وصيانته وتنظيم الدخول اليه . وأدان الإعلان بأشد العبارات ما تعرضت له السعودية من استهداف لأمنها عبر إطلاق ميليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من ايران (106) صواريخ باليستية على مكةالمكرمة والرياض وعدد من مدن المملكة، مطالبا المجتمع الدولى بضرورة تشديد العقوبات على إيران وميليشياتها ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية .وأعلن القادة العرب رفضهم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وإدانتهم الشديدة للمحاولات العدوانية الرامية الى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية وتأجيج الصراعات المذهبية. وشدد القادة على ضرورة إيجاد حل سياسى ينهى الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري، وبما يحفظ وحدة سوريا، ويحمى سيادتها واستقلالها، وينهى وجود جميع الجماعات الإرهابية فيها.وأدانوا بشدة استخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد الشعب السوري، مطالبين المجتمع الدولى بالوقوف ضد هذه الممارسات تحقيقاً للعدالة وتطبيقاً للقانون الدولى الإنسانى . وتعهد القادة العرب بتهيئة الوسائل الممكنة وتكريس كل الجهود اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية وهزيمة الإرهابيين فى جميع الميادين ،معلنين إدانتهم الشديدة لمحاولات الربط بين الإرهاب والإسلام. وقد تحفظت أربع دول عربية هى السعودية والإمارات وقطر والبحرين على قرار القمة بشأن اتخاذ موقف عربى موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية الذى ينص على دعوة الدول الأعضاء فى الجامعة الطلب من الجانب التركى سحب قواته من الأراضى العراقية فورا دون قيد و شرط باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومى العربي..