ناقشت الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمى فى صالونها الشهرى رواية «الشتاء الأسود» للروائى الشاب «أحمد المهدى»، والصادرة عن دار النشر الأردنية «آمنة». وتنتمى إلى «أدب ما بعد الكارثة»، وناقشها الناقدان د.قدرية سعيد وخالد جودة. والرواية أدب متخيل عن مصير الأرض فور اندلاع الحرب النووية المتخيلة. وتصاعد الغبار النووى الذى سيحل مكان طبقة الأوزون، ما يعنى أن الأرض ستدخل حالة ظلام دائمة، وبرودة شديدة، وعزلة عن الكون. قالت د. قدرية سعيد إن اختيار الكاتب محافظة أسيوط مكانا للحدث، وهى أكثر المحافظات فقرا وتسربا من التعليم، وأقلها حظا فى فرص العمل والتنمية له مغزى، حيث تؤدى الكارثة إلى مضاعفة المعاناة وحدة الصراع من أجل البقاء. وأشادت بدخول الكاتب من البداية عقدة الرواية وتعريفه بالمشكلة، وهى انفجار صاروخ برءوس نووية على الساحل الشمالى لأمريكا، وهو حدث محتمل بأية لحظة فى ظل الواقع المعيش. ودعت الناقدة كتاب الخيال العلمى إلى الاتجاه لأدب الكوارث. لأن لدينا فى مصر مشكلات كثيرة تحتاج الاهتمام، وتقديم حلول لها. وأضافت أن الرواية لم تناقش الاثر المدمر للأبخرة النووية التى حجبت الشمس، وأنها توقعت وجود خطوط درامية موازية للخط الأصلى تناقش تأثير الغبار النووى على أنسجة الإنسان. وقال الناقد خالد جودة: «فى الرواية يرتد الإنسان إلى البدائية، وفيها تجليات للحاضر وصلته بالمستقبل. وتوظيف لآلة الزمن السردية؛ نتيجة الانزياح عن الخط الزمنى العادى، أو تقنية الاسترجاع السردى خارج زمن الحكاية، ما يحقق للقارئ متعة، وتحفل الرواية ب «الاستنساخ السردى»؛ والتكرار، وتعدد الأصوات، أى نقل المشهد عبر أكثر من راو. بجانب البراعة فى الحوار، واللغة غير المجازية، اللامثقلة بالتعبيرات البيانية. وأضاف جودة: «أدب الخيال العلمى لا ينبت من فراغ، بل يأتى من شواهد ونظريات يبنى عليها الكاتب رؤيته ويرسم سيناريوهات المستقبل. والمستقبل فى هذا النوع من الروايات هو الآن القريب.