وسط مشاعر الحزن والأسي والغضب, ومطالب بالقصاص العادل من الإرهابيين المجرمين, حرص عشرات الآلاف من جميع فئات الشعب علي وداع أبنائهم وإخوتهم شهداء رفح الأبرار أمس في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة. وامتلأ مسجد آل رشدان بمدينة نصر والشوارع المحيطة به بالآلاف, الذين أدوا صلاة الجنازة علي جثامين الشهداء, وغمروهم بالدعاء أن يجعل الله مثواهم الجنة مع الأنبياء والصديقين. والتف الآلاف حول أسر الشهداء تأكيدا لوحدة الشعب في مواجهة الهجوم الغادر علي النقطة الحدودية العسكرية المصرية بالقرب من رفح. بدأت الجنازة بالصلاة علي جثامين الشهداء ال16بمشاركة أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة, وأسر الشهداء, ولفيف من جموع الشعب, ثم نقلت الجثامين ملفوفة بعلم مصر إلي منطقة المنصة بطريق النصر بواسطة سيارات الإسعاف, تمهيدا لبدء الجنازة العسكرية الرسمية. وقد حمل جنود القوات المسلحة جثامين الشهداء علي الأعناق يتقدمهم حاملو الورود. وتقدم المشيعين المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, والفريق سامي عنان رئيس الأركان, والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, وممثل عن الكنيسة المصرية, والدكتور كمال الجنزوري مستشار رئيس الجمهورية, والسيد عمرو موسي الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية, والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء السابق, وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة, ورجال الدين, وعدد من كبار القادة والشخصيات العامة. وتعالت خلال الجنازة هتافات المواطنين مؤكدة أن الشعب والجيش يد واحدة, ومنددة بالإرهاب والخيانة والغدر, ومطالبة بالقصاص والثأر من القتلة, وداعية للحفاظ علي مصر. وانتهت الجنازة بوضع الجثامين في سيارات إسعاف, انطلقت إلي مدن مصر وقراها بالمحافظات لدفن كل شهيد في مسقط رأسه. وخصصت القوات المسلحة سيارات وأتوبيسات لنقل المشيعين إلي القري والمدن للمشاركة في وداع جثامين الشهداء. وصرح الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن الرئيس محمد مرسي أناب المشير طنطاوي في تشييع جنازة الشهداء, نظرا لقيام الرئيس بزيارة مصابي الهجوم الغادر الذين يتلقون العلاج بمستشفي القبة العسكري بالقاهرة للاطمئنان علي حالتهم الصحية, ورغبة منه في إتاحة الفرصة لمشاركة جماهيرية أوسع بلا قيود أمنية. وقد أكدت التقارير الطبية الصادرة عن مستشفي العريش العام, أن بعض جثث الشهداء تلقي أكثر من30 طلقة من أسلحة آلية معظمها بالرأس, بالإضافة إلي قذائف آر.بي.جي أطاحت بأجزاء كاملة من أجسام بعض الشهداء. ومن ناحية أخري أكد اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية أن مصر تسلمت6 جثث لمرتكبي الحادث من السلطات الإسرائيلية بينها خمس جثث متفحمة, مشيرا الي الحصول علي بصمة من السادسة. وقد نقلت جثث وأشلاء منفذي الهجوم الإرهابي من مشرحة مستشفي العريش العام إلي مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة, وأكدت المصادر الطبية والأمنية أنه سيتم اجراء التحاليل اللازمة, وتشريح الجثث للتوصل الي شخصية أصحابها وتحديد هويتهم.