* لم نتلق أية شكاوى بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان للمهاجرين فى مصر تمثل قضية الهجرة غير الشرعية أبرز الملفات على الساحتين الدولية والإقليمية، وتواصل العديد من الدول ومن بينها مصر تحركاتها للحد من هذه الظاهرة . «الأهرام» التقت لوران دو بويك منسق البرامج بمنظمة الأممالمتحدة للهجرة والذي تسلم عمله بمكتب المنظمة بالقاهرة فى يناير الماضي، وحاورته حول أهم آليات عمل مكتب مصر والتعاون مع الحكومة المصرية وموجات الهجرة وبرامج العمل للمنظمة في مصر.
في البداية نريد ان نتعرف على أبرز المحاور والاستراتيجيات التي يعمل من خلالها مكتب المنظمة بالقاهره؟ بدأت عملى في مصر منذ يناير الماضي في توقيت هام للغاية في ظل اهتمام الحكومة المصرية بملف الهجرة، واطلعت على السياسات الكثيرة التى تبنتها الدولة لتطوير ملف الهجرة منذ عام 2010 وحتى 2016 للحد من تهريب البشر أو الاتجار بهم، وقد وضحت دوليا نية مصر في التفاعل في هذا الملف وارتباطه برؤية 2030 والجهود والتي تبذلها الحكومة المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر. إن أكثر الموضوعات التي ستكون ذات فائدة مستقبلا البرامج التي تؤهل الشباب للدخول لأسواق العمل ليس في اوروبا فقط، وإنما في المنطقة بشكل عام، كما ان هناك تعاونا مع البنك الدولي والجايكا لتوفير فرص هجرة شرعية . وماذا عن تقييمك لملف حقوق الإنسان بشأن المهاجرين من مصر؟ هناك مجالات كثيره تسعى الحكومة للتطور فيها من أجل المساواة بين المهاجر والمواطن المصري كما انه توجد في مصر نية سياسية واضحة للمساواة، وقد أكد الرئيس السيسي ذلك، وأنا لم أتلق ايه شكاوى بشأن انتهاكات لحقوق الانسان للمهاجرين . ما هي أبرز المشروعات التي ينفذها مكتب المنظمة في مصر ؟ هناك مناقشات مع الحكومة المصرية والجانب الأوروبي لمساعدة اللاجئين وتأهيلهم للحصول على دبلومات يمكن من خلالها العمل في أوروبا بما يوفر للمهاجرين سهولة التحرك في سوق العمل، كما ان المدارس المنشأة لتأهيل العمالة تزيد فرصة الكفاءة والقدرات والمهارات التي تحتاجها السوق الأوروبية. كيف ترى الدور المصري في الحد من الهجرة غير الشرعية؟ ما قامت به الحكومة المصرية من جهود للحد من الهجرة غير الشرعية شئ «مبهر» ولم أر مثله في اي دولة، لكن من المهم ان ننظر الى من يستخدم مصر كدولة ترانزيت للهجرة من خلاله، و ما قامت به مصر للحد من الهجرة غير الشرعية جزء من الحل، ولابد ان تكون هناك إجراءات حكومية أخرى، وان يتم العمل على الوصول لمن يتواجدون في مصر ولا يمكنهم الخروج ولا تصل لهم خدمات مما يؤدي لمشاكل مجتمعية، ومن هنا لابد من العمل على البعد الاجتماعي للمشكلة وهذا ما نقوم به في المنظمة لإعادتهم الى بلادهم. ماذا عن التعاون مع اللجنة التنسيقية لمكافحة الاتجار وتهريب البشر في مصر؟ هناك تعاون قوي مع اللجنة التنسيقية برئاسة السفيرة نائلة جبر وقد قامت بزيارة مبنى المنظمة بجنيف مؤخرا، وتقوم المنظمة بدعم وتأهيل الكوادر للتعامل مع الملفات المختلفة في عدد من الجهات المعنية بالاتجار وتهريب البشر، وسيتم الإعداد لزيارة رئيس اللجنة لبروكسل لمقابلة ممثلي دول الاتحاد الأوروبي للحديث عن بروتوكول باليرمو وكيفية تنفيذه، كما ستلتقي في البرلمان الاوروبي مع أعضاء لجنة حقوق الإنسان، كما يتم التعاون مع اللجنة في الحد من الهجرة من خلال مشروعات تستهدف الشباب لتكون بديلا عن الهجرة غير الشرعية. هل انضمام المنظمة الدولية للهجرة إلى الأممالمتحدة في سبتمبر 2016 حقق إيجابيات أم كانت هناك سلبيات؟ الانضمام للأمم المتحدة لم يغير أي آلية من آليات عمل المنظمة، وقد بدأت مناقشات الانضمام منذ 1992، وكان هناك تخوف من ان يتحول أسلوب عمل المنظمة الى أسلوب بيروقراطي في العمل، لكن على العكس فقد ساعد الإنضمام على ان تظهر المنظمة عملها على مستوى اعلي، وقد تبنت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة فى سبتمبر 2016 العهد الدولي للهجرة، كما ان المدير العام للمنظمة يشارك في الاجتماعات على كافة المستويات . وماذا عن السوريين في مصر وإجراءات توطينهم في دول أخرى؟ يوجد في مصر لاجئون ومهاجرون، وبالنسبة للاجئين المنتظر توطينهم في دول اخرى منها كندا توجد برامج تقوم المنظمة بمساعدتهم بها، من خلال برامج تثقيفية للحالة الاجتماعية في هذه الدول، وكذلك تقديم مساعدات لوجيستية لتسهيل سفرهم من مصر، وقد تم إعادة توطينهم فى دول أخرى. أما المهاجرون السوريون المتواجدون في مصر فتقوم المنظمة بتقديم خدمات للمساعدة والحماية، فهناك مبنى للرعاية الصحية، وكذلك تقديم مساعدات في التعليم ومساعدات غير غذائية، كما ان هناك برنامج يساعد الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر ومنهم النساء والأطفال سواء كانوا مهاجرين أو لاجئين من خلال مشروعات صغيره لتوفير دخل مناسب . ماذا عن الأطفال المصريين المهاجرين وآلية التعامل معهم وخاصة في إيطاليا؟ هناك اهتمام من الحكومة الإيطالية بشأن هجرة الأطفال وقد تراجع عدد الأطفال الذين هاجروا من مصر لإيطاليا خلال الفترة الماضية وخاصة من 2016الى 2017، وهناك تعاون مع الحكومة الإيطالية اذا كان الأطفال لديهم الرغبة والنية للعودة لأسرهم. كما ان هناك تعاونا ومساعدات للأهالي حتى يستطيعوا بطريقه او اخرى منع الأطفال من الهجرة غير الشرعية، ولكن تأثير ذلك يظل محدودا لأننا لا نعطي لهؤلاء البديل لمنع الظاهرة . هل هناك تراجع خلال الفترة الماضية لأعداد المهاجرين بشكل عام نحو أوروبا؟ في الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط نحو 8 آلاف مهاجر بالمقارنة بنحو 12 ألفا في نفس الفترة خلال العام الماضي، ولكن الملاحظ ان عدد الوفيات في البحر المتوسط ارتفع بصورة كبيرة الى 5% هذا العام مقارنة ب 2% العام الماضي ما هي رسالتك للمهاجر من مصر؟ رسالتى انه من الأفضل أن تظل في بلدك، لكن إذا كان هناك مكان آخر تود أن تذهب إليه أو مهتم به فلابد أن تكون مستعدا قبل السفر.