مسلسل الزوجة الرابعة الذي يعرض حاليا في رمضان, نري فيه فواز التاجر الثري الذي يلهث وراء النساء دون عذر أو مبرر مقبول, فلا هو محروم من الذرية, ولا زوجاته مريضات أو قبيحات, ليخشي علي نفسه من الفتنة والنظر الي ما حرم الله, فزوجاته حسان, مما لا يعقل معه البحث عن زوجة رابعة, بل مما عرضه المسلسل نري أنه حتي الزواج الثاني والثالث أيضا غير مبرر, لأن زوجته الأولي لم تدخر وسعا لإرضائه.. وفواز الصياد بالمسلسل نراه في الظاهر متمسكا بدينه, حريصا علي مناسكه, بدءا من أداء الصلاة, إلي ارتداء الزي الإسلامي, والإفراط في استخدام السواك الذي لايفارقه لتطهير فمه, والمسبحة التي تلتصق بيده لذكر الله, مع تواصل تشدقه بالدعاء والكلمات الإيمانية لا إله إلا الله... ولا حول ولا قوة إلا بالله, وكان الأجدر برجل بهذه المواصفات التي يقدمها المسلسل أن يستكمل طاعة الله وحرصه علي رضاه, بالعدل بين زوجاته, وعدم التعلق بالمزيد من الشهوات, فلا يخصص كل وقته للجري وراء الزوجة الرابعة, وكأن ذلك أحد الطقوس التي تقربه من الله. والمؤسف أن من يشاهد حرص الشيخ فواز علي شئون دينه, يتصور علي سبيل الخطأ أن رؤية الإسلام ومنهجه في الزواج يتفق مع ما يفعله فواز, بينما هو أبعد ما يكون عن صحيح الإسلام, حيث وضع الله لتعدد الزوجات شروطا ليست لها صلة بالسفه والعبث الذي يعرضه المسلسل, فعندما سمح الله بحكمته العليا بتعدد الزوجات قال تعالي:( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) النساء آية3, ونظرا لصعوبة هذا العدل قال تعالي:( ولن تستطعيوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) النساء آية.129 فما أحوجنا الآن إلي تقديم الإسلام بمفاهيمه الصحيحة, خاصة في شهر رمضان الكريم. المزيد من أعمدة د. عبدالغفار رشدى