في تصاعد جديد للرفض الدولي، وجه الشركاء التجاريون الرئيسيون للولايات المتحدة موجة انتقاد عنيفة لواشنطن وحذروها أمس من خطر «حرب تجارية»لا يمكن التكهن بعواقبها، وذلك ردا علي توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا قرارا بفرض رسوم جمركية إضافية تقدر ب 25 ٪ علي واردات بلاده من الصلب و10 ٪ علي واردات الألومنيوم من مختلف أنحاء العالم باستثناء جارتي واشنطنكندا والمكسيك. ففي طوكيو، اعتبرت اليابان أن هذه الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب علي استيراد الصلب والالومنيوم «مؤسفة»، قائلا إن هذا الإجراء يمكن أن يكون له «تأثير خطير»علي العلاقات الاقتصادية بين طوكيووواشنطن. وقال تارو كانو وزير الخارجية الياباني في بيان :»سنتخذ التدابير المناسبة بعد أن ندرس بعناية النتائج المترتبة لهذه الرسوم علي الاقتصاد الياباني»، واعتبر أن الإجراء الأمريكي قد يكون له أثر خطير علي العلاقات الاقتصادية بين الحليفين، اليابانوالولاياتالمتحدة، وكذلك علي الاقتصاد العالمي. وفي لندن، انتقد ليام فوكس وزير الدولة البريطاني لشئون التجارة الدولية القرار الأمريكي ذاته، ووصفه في حديث لبرنامج «كوييشن تايم»الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية«بي بي سي»ب«الخاطئ» وبأن يشكل»طريقة سيئة» لإدارة الأعمال التجارية، وقال: «بالنسبة للمملكة المتحدة هذا قرار غير منطقي ، لأننا مسئولون فقط عن 1٪من واردات الصلب لأمريكا»، وأضاف: «السبب في وجود اختلاف هو أننا نميل إلي إنتاج صلبا عالي القيمة ، لا يمكن الحصول علي بعضه في الولاياتالمتحدة ، وهذا سيؤدي ببساطة إلي رفع سعره هناك»، كما اعتبر أن «الحمائية والرسوم لم تنجحا يوما»، وأشار إلي أنه سيتوجه إلي واشنطن خلال الأسبوع الجاري - لكن دون أن يحدد يوما بعينه - لإجراء محادثات مع المسئولين الأمريكيين في شأن الرسوم والاعفاءات المحتملة لحلفاء الولاياتالمتحدة. وفي باريس، أعلن برونو لو مير وزير الاقتصاد الفرنسي أن بلاده»تأسف»لإعلان الرئيس الأمريكي هذه الخطوة، وقال علي»تويتر»إن «حربا تجارية لن تسفر سوي عن خاسرين»، وأضاف :»سنقيم مع شركائنا الأوروبيين العواقب علي صناعاتنا، والرد الواجب اتخاذه من قبلنا». كما رأت سيسيليا مالستروم المفوضية الأوروبية للتجارة أن الاتحاد» يجب أن يتم استثناؤه» من هذه الرسوم، وكتبت علي»تويتر» قائلة:»سأطلب مزيدا من الوضوح في الأيام المقبلة»، يذكر أن التكتل الأوروبي يصدر سنويا ما يعادل 5 مليارات يورو من الصلب ومليار يورو من الالومنيوم إلي الولاياتالمتحدة. وأعد الاتحاد الأوروبي، قبل إقرار ترامب هذه الرسوم، رده، وهدد باحتمال فرض رسوم استيراد علي لائحة من المنتجات الأمريكية، بينها زبدة الفستق الشهيرة، للتعويض عن الأضرار التي ستلحق بالصناعة الأوروبية. وأما البرازيل - ثاني بلد يصدر الصلب إلي الولاياتالمتحدة - فقد أكدت إنها تنوي»حماية مصالحها». وفي أوتاوا، رفضت كريستيا فريلاند وزيرة الخارجية الكندية تقديم أي تنازلات خلال المفاوضات التي تعتزم بلاده إجراءها مع واشنطن حول تعديل اتفاقيه التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية «نافتا»مقابل استثناء بلادها من الرسوم الأمريكية المفروضة علي وادرات الصلب والألومنيوم، مؤكدة أن أوتاوا تعتبر المسألتين «قضيتين منفصلتين»، وأضافت أن استثناء كندا والمكسيك من هذه الرسوم «مجرد خطوة إلي الأمام» ونتيجة «العمل النشط» لكل المسئولين الكنديين لدي نظرائهم الأمريكيين.