إذا كان الإمام الغزالي يسعي في مسلسله الذي يعرض حاليا- إلي( انتشال) الناس من متاهات المعصية والضلال, فإن الشارع المسمي باسمه في إمبابة يستصرخ المسئولين ل(انتشاله) من مستنقعات مياه المجاري والصرف الصحي التي أغرقت بيوت قاطنيه وأثاثهم فحولت أيام شهر الرحمة إلي جحيم. المنطقة تعوم علي بركان مياه تؤكد شواهده أنه سينفجر في أي لحظة, هكذا قالت هيام السيد مدرسة فخط الصرف الصحي الرئيسي الذي يمر بالشارع متجها إلي شارع المطار متهالك ولم يتم تجديده منذ20 عاما مما تسبب في تسرب مياه المجاري وخلخلتها للتربة ليحدث بها هبوط أرضي لعمق3 أمتار نتجت عنه كارثة انهيار7 منازل قريبة منذ أشهر قليلة, وكانت مأساة تشردت علي أثرها نحو10 أسر. أضافت: مفروشاتنا وأثاثاتنا في الأدوار الأولي من منازلنا غارقة في مياه الصرف الصحي ورائحتها تزكم الأنوف وأصبحت المعيشة لا تطاق والانهيار يهدد بيوتنا مع كل لحظة تمر, أما المسئولون فلا مجيب وإذا تحركوا فمجرد عمليات شفط وكسح للمياه التي سرعان ما تظهر لتعذبنا وتهددنا من جديد! كادوا يفتكون به هكذا وصف شقيقها عصام غضب الأهالي ضد المهندس عبدالحفيظ المسئول بالحي عندما جاء لتفقد المشكلة علي الطبيعة, موضحا أن دافعهم لذلك هو حنقهم من تجاهل المسئولين لشكاواهم, فهو شخصيا علي سبيل المثال- تقدم بعدة شكاوي إلي مسئولي الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي و إلي اللواء عمرو وحش رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة بتاريخ5/10 ولا مجيب. تفاصيل فنية وإلمام بالمأساة وجدناها لدي أيمن صادق عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة ونائب الدائرة حيث أوضح أن خط الصرف القديم والمتهالك موجود علي عمق عشرة أمتار مما يهدد محاولات تجديده بانهيار منازل أخري وهو ما دفع إلي التفكير في إلغائه وحفر خط جديد علي عمق مترين فقط, إلا أن اختلاف منسوب الخط الجديد عن منسوب الصرف في المنطقة المصمم علي الخط القديم تسبب في تراكم المياه بالمطابق وتسربها للبيوت مما أوجد مشكلة تطلب حلها إنشاء بيارة علي قطعة أرض مساحتها16 مترا مربعا الا آنها غير متوافرة وهو ما جرت بشأنه مفاوضات بين المسئولين والأهالي لشراء أرض أحد المنازل المنكسة لكنها لم تكتمل. وكشف صادق عن تقديمه اقتراحا برغبة في مجلس الشعب لإجبار الجهات التنفيذية علي توفير الاعتمادات اللازمة لحل المشكلة إلا أن المجلس تم تجميد نشاطه للآسف قبل البت في الاقتراح. وانتقد صادق لجوء مسئولي محافظة الجيزة للحلول المؤقتة والمسكنات في التعامل مع هذه المأساة ومثيلاتها واتباع أساليب عقيمة مثل لجوئهم إلي تخفيض الاستهلاك بقطع المياه عن المنطقة مما يزيد من متاعب الأهالي. والسؤال: من ينقذ سكان شارع الإمام الغزالي قبل أن تنهار بيوتهم وينزل( تتر) نهاية مسلسلهم علي حلقة لن تكون الأخيرة ؟ [email protected]