في رد حاسم علي التهديدات الإسرائيلية المتكررة بتوجيه ضربة عسكرية مدمرة لإيران ومنشآتها النووية, أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمدي وحيدي نجاح الإطلاق التجريبي للجيل الرابع من الصاروخ فاتح.110. ونقلت وكالة مهر الإيرانية الرسمية للأنباء عن العميد وحيدي إعلانه أن الفاتح تم تصنيعه محليا, وهو صاروخ أرض- أرض يعمل بالوقود الصلب, مشيرا إلي أن هذا الصاروخ يتمتع بقدرة استهداف عالية الدقة ويصل مداه إلي أكثر من300 كيلومتر. وأوضح أن الاختبار تم تحت إشراف منظمة الصناعات الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع. وأشار الوزير الإيراني إلي أن هذا الطراز من الصواريخ يضيف قدرة جديدة إلي القدرات الميدانية لقواتهم المسلحة, كما يضع إيران ضمن الدول القليلة التي تصنع هذا الطراز من الصواريخ في العالم, حيث يتميز عن الجيل السابق من الصواريخ الإيرانية بمداه الذي يتجاوز200 كيلومتر. وأضاف أن قواتهم المسلحة ستكون قادرة من خلال استخدام الجيل الرابع من صاروخ فاتح110 علي استهداف الأهداف البرية والبحرية ونقاط تجمع العدو ومراكز القيادة وبطاريات الصواريخ ومخازن العتاد والرادارات وسائر الأهداف بدقة عالية, مؤكدا أن وزارة الدفاع ستعمل من خلال مشاريعها القادمة علي تزويد كل الصواريخ المصنعة محليا بهذه القدرة الجديدة. ومن ناحيتها, اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية هذه الأنباء محل اهتمام بالغ لإسرائيل, التي تعتقد بأن صواريخ إم600 التي يمتلكها حزب الله اللبناني هي نسخ طبق الأصل من صاروخ فاتح110 الإيراني. وتأتي هذه التجربة الناجحة بعد يوم واحد من تأكيد محمد علي جعفري القائد الأعلي لقوات الحرس الثوري الإيراني أن أكبر تهديد يعترض بلاده في الوقت الراهن هو ما وصفه بالحرب الناعمة لدفعها للتخلي عن برنامجها النووي. وفي فيينا, أكد سفير إيران في النمسا حسن تاجيك أن المسئولين الإيرانيين يتصدون للأزمة بإشراف المرشد الأعلي آية الله علي خامنئي الذي طالب وسائل الإعلام المحلية بتفادي الموضوعات التي تثير تشاؤما والتركيز علي المعلومات التي تسعد الناس وتجعلهم متفائلين. وعلي الصعيد الإسرائيلي, تعهد رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو بتحمل مسئولية أي عملية عسكرية ضد إيران في المستقبل. وانتقد- خلال اجتماع مغلق- بشدة قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية واتهمهم بمحاولة التنصل من أي مسئولية مستقبلية عن مثل هذه الضربة الاستباقية, وذلك في حالة تشكيل لجنة تحقيق دولية بهذا الصدد. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن عدد من المسئولين الذين شاركوا في الاجتماع أن أغلب المشاركين في الاجتماع سيطر عليهم شعور قوي بأن نيتانياهو مصمم علي شن هجوم عسكري علي إيران في غضون الأشهر المقبلة, بدون الاعتماد علي الولاياتالمتحدة, إلا أن البعض الآخر أشار إلي أن ما حدث هو جزء من حرب نفسية يديرها كل من رئيس الوزراء ووزير دفاعه إيهود باراك للضغط علي واشنطن لدفعها لمهاجمة إيران بنفسها. وكان نيتانياهو قد أشار خلال الاجتماع إلي أنه يعلم جيدا أن واشنطن ليست في وضع يسمح لها بالقيام بمثل هذه المهمة حاليا, مؤكدا أن هناك عدة عوامل تتحكم في هذا الأمر علي رأسها شروع طهران في تخصيب اليورانيوم بنسبة90%, وهو ما لم يحدث حتي الآن وربما لن يحدث قريبا.