سادت حالة من الغضب بعض الأوساط الأمريكية إثر اعتراف المباحث الفيدرالية الأمريكية «إف.بى.أى» بالفشل فى منع مذبحة فلوريدا التى راح ضحيتها 29 قتيلا ومصابا، بالرغم من تلقى معلومات حول المشتبه به. وفى محاولة سريعة لاحتواء الغضب الشعبى والرسمى المتصاعد، أصدر جيف سيشنز المدعى العام الأمريكى أوامر عاجلة بإجراء مراجعة شاملة وفورية لكيفية التعامل مع المعلومات والتحذيرات التى تتلقاها المباحث الفيدرالية ووزارة العدل الأمريكية بشكل عام، معترفا بأن ما تشهده الولاياتالمتحدة الآن هو العواقب المأساوية لفشل الوكالة الأمنية فى التعامل مع المعلومات التى تتلقاها. وكان كريستوفر وراى مدير المباحث الفيدرالية قد اعترف أمس الأول بأنهم تلقوا اتصالا من مجهول يبلغ عن حيازة منفذ هجوم فلوريدا للسلاح ورغبته فى قتل مدنيين وسلوكه المضطرب، وبياناته المثيرة للقلق على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، بل إن المتصل حذر من أن المدرسة المنكوبة ربما تكون هدفا محتملا. وأشار وراى إلى أنه يجرى حاليا تحقيقا شاملا حول هذه الأزمة، وكيفية استجابة الوكالة الأمنية للبلاغات والمعلومات التى تتلقاها. ومن ناحيته، وصف ريك سكوت حاكم فلوريدا استجابة ال«إف.بى.أى» للبلاغات بأنها غير مقبولة، وطالب باستقالة مدير الوكالة الأمنية فورا. وتفقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضحايا، مذبحة مدرسة باركلاند فى فلوريدا، فى مستشفى «برووارد هيلث نورث» والتقى هو وزوجته ميلانيا مع الناجين وتوجه بالشكر لرئيس الأطباء والممرضين والمسعفين «لعملهم الرائع» ووصف المجزرة ب «المحزنة جدا». وعلى صعيد التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، أعلن المدعى العام الخاص روبرت مولر توجيه اتهامات إلى 13 روسيا بإدارة حملة سرية للتأثير فى عملية التصويت، الأمر الذى استغله ترامب على الفور للتأكيد على براءة حملته الانتخابية من أى تواطؤ مع الجانب الروسي. وتتضمن قائمة الاتهام النتائج الأولية لتحقيقات لجنة مولر حول هذا الملف والتى قدّمت تفاصيل حول ما وصفته ب«عملية مذهلة أُطلِقت فى 2014 لإحداث انقسام اجتماعى فى الولاياتالمتحدة والتأثير فى السياسة الأمريكية، بما فى ذلك الانتخابات الرئاسية فى 2016».ويشير مولر إلى أنه فى منتصف 2016 قادَ يفجينى بريجوجين الحليف المقرّب من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مجموعة ركزت عملها على تعزيز حملة ترامب وتحقير منافسيه وبينهم منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون.وقال أيضا إن المئات تعاونوا مع هذه المجموعة بميزانية تقدر بملايين الدولارات. كما وجّه المدعى الخاص الاتهام أيضا إلى ثلاث شركات فى إطار هذه القضية. من ناحيتها، وصفت موسكو هذه الاتهامات ب»الهراء». وعلقت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية ساخرة على فيسبوك «13 شخصا تدخلوا فى الانتخابات الأمريكية؟ 13 فقط ضد ميزانية بمليارات الدولارات للقوات الخاصة؟ وضد التجسس والتجسس المضاد، وضد التقنيات المتطورة الحديثة؟».