بعد أداء الحكومة اليمين الدستورية, يتسلم الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الجديد راية الكفاح لمواجهة مشكلات المواطنين من الدكتور كمال الجنزوري الذي قاد وزارته في ظروف غاية الصعوبة والدقة, واستطاع بخبرته الكبيرة أن يعبر بالبلاد إلي بر الأمان, بالتعاون مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي, ومثلما نتمني التوفيق للحكومة الجديدة في استكمال المسيرة نحو الاستقرار وعودة أجهزة الدولة للعمل بكل طاقتها, وأن يشعر المواطن بالأمن علي نفسه وأهله وما يمتلكه, نعبر عن خالص التقدير والشكر للدكتور الجنزوري وأعضاء حكومته الذين كانوا يحفرون في الصخر بأيديهم للبحث عن حلول لمشكلات المواطنين ونجحوا في كثير منها, وإن لم تمكنهم الحالة الاقتصادية للبلد, ولا الأجواء السياسية من حل المشكلات المتبقية. معادن الرجال تظهر فقط في أوقات الشدة, وكان من السهل علي الدكتور الجنزوري أن يعتذر عن عدم تولي قيادة الوزارة في تلك الظروف الصعبة, ولا يلومه أحد, مثلما فعل كثيرون, لكن الرجل تصدي لتحمل هذه المسئولية الكبيرة وسط ظروف غير مواتية وانتقادات إعلامية وصلت إلي حد الشطط واحتجاجات سياسية ومطالب فئوية وتدهور أمني لم تشهده البلاد منذ عشرات السنين أملا في أن يستغل خبرته في نزع فتيل الأزمات والحفاظ علي عجلة الاقتصاد دائرة ولو عند حدها الأدني حتي لا يتوقف الإنتاج تماما, وقد نجح في ذلك إلي حد كبير هو وأعضاء حكومته الذين تفانوا في العمل علي الرغم من الهجوم الإعلامي علي معظمهم ربما لتصفية حسابات. فقد تحملوا جميعا ما لم يتحمله بشر, بينما آثر آخرون الجلوس في الظل مكتفين بالتصريحات لأن مثلهم اعتادوا علي أن المناصب الوزارية وجاهة وليست مسئولية صعبة تحتاج إلي عمل شاق ونية خالصة. وإن كانت جهود حكومة الجنزوري قد أبقت علي السفينة طافية فلم تغرق, فالأمل في أن تتمكن حكومة قنديل من انتشالها تماما من بين الأمواج المتلاطمة وتعيد الاستقرار الأمني والنشاط الاقتصادي والسيطرة علي الأسعار, وحل مشكلات انقطاع الكهرباء والمياه والمواصلات, ومواجهة الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات بحنكة ودراية.