صدرت للزميل الكاتب الصحفى أحمد خيرى، روايته الجديدة «أشباح شمس»، عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، التى يشارك بها فى معرض القاهرة الدولى للكتاب. »أشباح شمس» تعد العمل الأدبى الرابع، بعد صدور ثلاث مجموعات قصصية له، وهي: «رغبة امرأة ميتة» و»مدينة الحريم» و»حضرة العمدة». ويسعى أحمد خيرى فى «أشباح شمس» إلى تقديم العالم الإنسانى والاجتماعى الذى نعيشه فى أعقاب الثورات المصرية، من خلال بطلة الرواية «شمس» الطبيبة الشرعية التى تقع فى حب «شبح» لجسد شاب مصاب، لتكشف هشاشة المجتمع، وضعفه، وما يعترى شخصياته من أنانية وحب للذات.والرواية من مدرسة تعدد الأصوات «الميتا سرد»، أبطالها من يتحدثون عن حياتهم ومشاكلهم. هذه رواية مزدوجة تتناول قصتين تنتميان لعصرين مختلفين كل الاختلاف، شخصيات كل منهما بعيدة كل البعد عن شخصيات الأخرى، إحداهما معاصرة والأخرى قديمة فى عصور فرعونية قبل الميلاد بقرون سحيقة،كأنهما يمزجان بين الواقع والأسطورة ..بين الحلم والعلم ..بين ما يصدق وما لا يصدق. ولكن استطاع الكاتب أن يسوقهما ببراعة، دون أن يفقد القارئ الخيط أو الطريق، سواء بينهما، أو فى كل منهما، وقبل أن تنسيه إحداهما الأخرى، يعاجله بطرف من أحداثها ثم يعود إلى الأولى..وهكذا بصورة مشوقة فقد أدار الأحداث فيهما بصورة متوازية أحيانا، وبصورة متقاطعة أحيانا، وأحيانا يضفِّر بينهما فتشعر أنك أمام قصة واحدة، ويعالجهما بأسلوب يجعل القارئ يلهث وراء الأحداث فى كليهما، دون أن يمل أيا منهما مع الربط بينهما بخيط رفيع، ليصل فى النهاية إلى الحكمة والغاية من الجمع بين القصتين فى رواية واحدة، وبشكل غير مباشر يعتمد على الإيحاء، والاستنتاج، أكثر من التصريح بالمكنونات، فما لم يقله فى عصر قاله فى عصر آخر، والقاسم المشترك بين القصتين ، هو الشعب المصرى الذى تشير الأحداث إلى أنه لم يتغير كثيرا، فكأن إحدى القصتين تعضد القصة الأخرى وأبطالهما بينهم تناسخ مع فارق الزمن. اللغة سهلة وبسيطة وصحيحة، الفصحى هى السائدة، والعامية فى حوارات قليلة. السرد يعتمد على العبارات القصيرة الرشيقة التى تنقلك من حدث إلى حدث دون الارتباط بالتسلسل الزمنى أحيانا، مما يجعل هناك حوارا عقليا بينه وبين القارئ ويجعل القارئ دائما فى حالة يقظة. وقد يأتى بالحدث الواحد من زاويتين مختلفتين، ويستخدم تقنية الفلاش باك فى كلتا القصتين فيراوح بين الأزمنة ويتنقل بين الأمكنة فى رشاقة وإمتاع وتشويق يجعلك بقدر ما أنت حريص على استكشاف الأحداث‘حريصا على ألا تنتهى لتظل مبحرا فيهما بلا نهاية ولا مرفأ.