لليوم الثالث على التوالي استمرت الاحتجاجات الليلية فى تونس على غلاء الأسعار. وأعلنت وسائل اعلام محلية أمس عن تطور أعمال العنف و السلب الى قطع الطرق الرئيسية بين المدن بواسطة اشعال الإطارات المطاطية ، وذلك على الرغم من اعلان المصادر الرسمية عودة الهدوء الى العديد من الجهات. وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية التونسية أمس ارتفاع أعداد المعتقلين للاشتباه فى تورطهم بأعمال نهب وتخريب، بالتزامن مع الاحتجاجات التى تشهدها البلاد، إلى أكثر من 280 عنصرا. وأفاد المتحدث باسم الوزارة خليفة الشيبانى، لوكالة الأنباء الألمانية أمس، أن الليلة قبل الماضية وحدها شهدت اعتقال 237 عنصرا، فضلا عن إصابة 49 عنصرا أمنيا وإلحاق أضرار ب 45 سيارة تابعة للشرطة. بينما أصيب ضابط وثمانية أعوان من الحرس الوطنى، إضافة إلى تضرر 12 سيارة . وقال الشيبانى أمس إن التحقيقات كشفت أن عنصرين ارهابيين خطيرين تورطا فى حرق قباضة مالية ومستودع بلدى بمنطقة نفزة التابعة لولاية باجة".وأوضح الشيبانى أن العنصرين تورطا كذلك فى حرق سيارة إدارية وأخرى تابعة للشرطة. وأضاف المتحدث نفسه أن أحد الارهابيين مصنف خطير ، بينما يخضع الثانى للاقامة الجبرية من قبل السلطات المحلية، وقد اعتقل الاثنان وأحيلا إلى النيابة العامة أمس. وشاهد مراسل «الأهرام» على الطريق الرئيسية قرب بلدة «الجديدة» التى تبعد 18 كيلو مترا من العاصمة وفى الساعة السابعة والنصف الليلة قبل الماضية عملية نهب للمستودع البلدى على الطريق وسرقة عشرات من الموتوسيكلات بمشاركة المئات من الشباب وفى غياب تام لقوات الأمن . وبثت وكالة تونس أفريقيا للأنباء المملوكة للدولة نبأ الاستعانة بوحدات الجيش كى تنتشر بولاية بنزرت أقصى شمال البلاد لحماية المنشآت العامة والاستراتيجية وذلك بعد أن نزل الجيش الى العديد من مدن الوسط والجنوب وبخاصة القصرين و تالة وقفصة، وتتركز فى الأخيرة مرافق انتاج الفوسفات.كما نبهت الإذاعة الوطنية فى نشراتها صباحا الى عمليات اعتراض وسلب للسيارات على الطرق قبل تدخل قوات الأمن لوقفها . وتناقلت وسائل الإعلام دعوة رئيس الحكومة يوسف الشاهد الى الابتعاد عن العنف واعتماد الحوار حول الزيادات فى الأسعار الناجمة عن سريان الميزانية الجديدة فى الأول من الشهر الحالى وما تضمنته من رفع الضريبة المضافة بنسبة واحد فى المائة وتعهده بأن يكون العام الحالى الأخير فى المصاعب الاقتصادية والمعيشية للتونسيين. وعقد الشاهد اجتماعا طارئا مساء أمس الأول مع وزيرى الدفاع والداخلية وكبار القادة العسكريين والأمن لمناقشة الوضع فى البلاد. و طالب نور الدين الطبوبى الأمين العام لاتحاد الشغل ( كبرى الاتحادات النقابية ) الحكومة بمنحة عاجلة للفئات المهمشة وغير القادرة فى ظرف اسبوع واحد لمواجهة الغلاء وأيضا بتوجيه الدعم الى مستحقيه. وأصدرت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بيانا حذرت فيه مما وصفته ب"خطورة انعكاسات الميزانية الجديدة على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية "ودعت الى مراجعة ما تضمنته من زيادات فى الأسعار . وكان البرلمان بدوره قد خصص جلسته العامة أمس الأول لمناقشة الاحتجاجات على خلفية غلاء الأسعار . وشهد الاجتماع تراشقا للاتهامات بين نواب كتلتى نداء تونس والنهضة الشريكين الرئيسيين فى الإئتلاف الحاكم وبين كتلة الجبهة الشعبية اليسارية وغيرهم من نواب المعارضة حول المسئولية عن انفجار الاحتجاجات والانزلاق الى اعمال عنف ونهب وذلك دون التوصل الى اتفاق فى مجلس النواب على اتخاذ اجراءات محددة لنزع فتيل الأزمة . فى هذه الاثناء، قال شهود ووسائل إعلام محلية أمس إن مجهولين ألقوا زجاجات مولوتوف على مدرسة دينية يهودية فى جزيرة جربة التونسية ليل الثلاثاء فى محاولة لإحراقها، فى وقت يشهد احتجاجات عنيفة بالبلاد.وتسبب الهجوم فى أضرار بسيطة دون وقوع أى إصابات. وقال بيريز الطرابلسى رئيس الجالية اليهودية فى جربة لوكالة رويترز للإنباء إن مجهولين استغلوا انشغال الشرطة بالاحتجاجات وألقوا زجاجات حارقة داخل بهو مدرسة يهودية فى الحارة الكبيرة بجربة. لكن لم تقع أية إصابات والأضرار كانت خفيفة. وقال خليفة الشيبانى المتحدث باسم وزارة الداخلية إنه لا علم له حتى الآن بأمر محاولة الاعتداء على المدرسة اليهودية. وجزيرة جربة التونسية معقل لأغلب اليهود الذين يعيشون فى تونس ولا يتجاوز عددهم 1800 شخص فى كامل البلاد. وكان معبد الغريبة اليهودى فى جربة قد تعرض لتفجير بشاحنة مفخخة عام 2002 فى هجوم قتل خلاله 21 سائحا وتبناه تنظيم القاعدة.