أرست المحكمة الإدارية العليا الدائرة الثالثة موضوع مبدأ مهماً وجديدا فى سبيل حصول الجامعات المصرية على قيمة تكاليف البعثات للموفدين للخارج للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه حال عدم عودتهم للبلاد وإلزام ورثة الضامن للمبعوث الجامعى برد نفقات البعثة للدولة حال عدم عودته للبلاد. وقضت المحكمة -برئاسة المستشار يحيى خضرى نوبى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين أحمد منصور وناصر رضا عبد القادر ونجم الدين عبد العظيم والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نواب رئيس مجلس الدولة- بإلغاء الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بإعفاء مبعوث من تكاليف البعثة حال عدم عودته للبلاد والقضاء مجدداً بإلزامه والورثة باعتبار أن والدهم المرحوم كان الضامن لأخيهم بأداء مبلغ مقداره مائة وثمانون ألف جنيه والفوائد القانونية المستحقة بواقع 4 % سنوياً وألزمتهم المصروفات عن درجتى التقاضي. وقالت المحكمة إن الثابت من الأوراق أن المبعوث كان يشغل وظيفة معيد بكلية الطب بقسم الوبائيات بجامعة أسيوط، و تم ترشيحه للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة تولان بالولايات المتحدةالأمريكية ثم أوفد بتاريخ إلى ذات الدولة كعضو إجازة دراسية براتب يصرف بالداخل لنيل درجة الماجستير والدكتوراه ثم عاد إلى الوطن ووافقت اللجنة التنفيذية للبعثات على مد إجازته الدراسية لمدة عام سادس أو حتى الحصول على الدرجة أيهما أقرب وذلك براتب يصرف بالداخل وحرر والده تعهداً فى هذا الشأن إلا أنه قطع صلته بالجامعة ولم يعد فى الميعاد المقرر له ثم توفى والده وطالبت الجامعة الزامه مع الورثة بتكاليف البعثة . وأضافت أنه يبين من مطالعة التعهد المشار إليه الموقع من والده إنه انطوى على تعهد من هذا الأخير باعتباره كفيلاً لنجله بسداد كل ما يظهر على نجله من التزامات أو ديون تنشأ فى أثناء إقامته بالخارج سواء لإدارة البعثات أو لغيرها من الهيئات والأفراد وذلك بالتضامن معه ورد الرواتب التى تصرف عليه طوال مدة الدراسة فى حالة انتهاء أجازته الدراسية وعدم عودته تنفيذاً للقرار الصادر فى هذا الشأن وذلك بالتضامن معه ، ويتم السداد لميزانية الجامعة الموفدة – جامعة أسيوط - بحسبان أن هذه الأخيرة هى التى كانت تصرف له هذه الرواتب إبان دراسته. وأشارت إلى أن المبعوث قطع صلته بالجامعة ولم يرد على المكاتبات المرسلة إليه إذ تكشف الأوراق عن إن المكتب الثقافى بالخارج خاطب إدارة البعثات بخطاب مؤداه انه قام بالكتابة له عدة مرات للاستعلام عن تاريخ مناقشة رسالته العلمية وتاريخ عودته للوطن إلا إأن هذا الأخير لم يرد ولم يستجب لهذا المكاتبات، وحينما لم يعد إلى أرض الوطن بعد انتهاء إجازته الدراسية وحصوله على المؤهل العلمى فقد أقدمت اللجنة التنفيذية للبعثات على الموافقة على إنهاء الإجازة الدراسية واتخاذ إجراءات المطالبة المالية المذكورة .