كثيرون منا يتعاملون مع الأحلام بطرق متباينة يجمع بينها فى الغالب التعامل الذى يخلو من الموضوعية مع تلك الأحلام، ما بين التفاؤل الزائد عن الحد بالأحلام الجيدة أو التطير المبالغ فيه من الأحلام المنفرة أو الحزينة. د. صوفيا زادة الحاصلة على دكتوراه فى علم النفس والإشارات الرقمية والتى تعرف عند المهتمين بلقب «ملكة الأحلام» بعدما نجحت فى الجمع بين العلم الذى درسته وبين القرآن والسنة النبوية حين حصلت على الماجستير من المغرب عن رسالة بعنوان «القرآن والسنة فى ظل علم النفس» تؤكد أن الأحلام وتفسيرها علم يساعدنا على فهم أنفسنا وفهم الآخرين ، وفهم تلك المواقف الصعبة ، وهى أيضا تكشف لنا عن لمحات من المستقبل ، وتساعدنا فى حل مشكلاتنا، كما تساعدنا على مداواة أنفسنا. ولعل من اصدق الرؤيا بالأسحار ، واصدق الأوقات وقت انعقاد الأنوار، ووقت الثمر وإدراكه ، وأضعفها الشتاء ، ورؤيا النهار أقوى من رؤيا الليل وإذا رأى المسلم فى منامه رؤيا طابت بها نفسه واستبشر بها قلبه ، فليحمد الله تبارك وتعالى على أن أراه فى منامه هذه الرؤيا وليسأله عز وجل خيرها، ويقصها على عالم ، أو رجل صالح من أحبابه ، فإذا عبرها له بخير فليحمد الله عليها ، وليكثر من الصلاة والسلام على رسول الله ، ولا يتعجل وقوع رؤاه مهما استبشر بها. فالرؤيا المبشرة هى مصدر لإدخال الفرح والسرور، وهى تكون سبيل هداية وعونا للإنسان عند الشداد، وحلول اليأس، فتكون تمكينا وقوة للرائى على مواجهه الصعاب، وبشارة بالفرج بعد الشدة، وإيذانا بزوال الهم والغم. فالرؤيا المبشرة يمكن اعتبارها من عند الله لأسباب منها: - إنها إضافة تشريف بخلاف المكروهة، وان كانتا معا من خلق الله تعالى وتدبير لإرادته، ولا فعل للشيطان فيها. - أنها خالصة من الأضغاث والأوهام فالقول ( من الله ) أى حق لا شك فيها لان كل ما هو من عند الله لا شك فى انه حق ولذلك قال تعالى: ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) - اعتبار الرؤيا نوعا من الوحى الإلهى إلا انه دون الوحى المنزل على الأنبياء فى المرتبة والمحتوى لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه) ، ولَم تقتصر أهميتها على هذا الحد المبارك بل تعدى إليّ كونها من أجزاء النبوة كما جاء فى السنة المطهرة. - الحلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا والتفريق بينهما من الاصطلاحات الشرعية التى يعطها بليغ ، ولَم يهدى إليها حكيم ، بل سنها صاحب الشرع للفصل بين الحق والباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله ، وما كان من الشيطان باسم واحد فى كونها من أجزاء النبوة. عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدى ولا نبى». قال : فشق ذلك على الناس فقال : (لكن المبشرات). قالوا : يا رسول الله. وما المبشرات؟ : قال: « رؤيا المسلم وهى جزء من أجزاء النبوة».