يظن بعض الناس أن علم تعبير الرؤى رجم بالغيب وأنه لا حقيقة له والحقيقة أن علم الرؤى والتعبير أحد العلوم التى اهتم بها الإسلام واعتنى بها وتطرق لها القرآن الكريم في مواضع كثيرة وشملتها سنة النبي صلى الله عليه وسلم. كان صلى الله عليه وسلم يعبر الرؤى لأصحابه ويهتم ويستبشر بها بل ويسأل أصحابه عنها فعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا. قال: فيقص عليه من شاء الله أن يقص.......) رواه البخاري. فعلم تعبير الرؤى من العلوم الرفيعة المقام وكان الأنبياء صلى الله عليهم وسلم يعدونها من الوحي فعن أبى هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) رواه البخاري ومسلم. فعلم الرؤيا له علاقة بعلم النبوة فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات) قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة) رواه البخاري. ولما كان علم تعبير الرؤى من العلوم الشريفة اختص الله عز وجل به أنبياءه الكرام فهذا سيدنا يوسف عليه السلام يرى رؤيا فى صباه فيقول لأبيه يعقوب عليه السلام فى قوله تعالى (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين )يوسف 4، ثم يؤولها له بما فتح الله عليه من هذا العلم النافع فيقول كما جاء في قوله تعالى: (وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم )يوسف 6 . وتأويل الأحاديث فى الآية هو تعبير الرؤى وتفسيرها ففهم سيدنا يعقوب أن الشرف لسيدنا يوسف وعلو رتبته سوف يكون من جهة تعلم هذا العلم الشريف وهو علم تعبير الرؤى. وتمضى أحداث القصة ولسنا بصدد سردها بالتفصيل. ولكن سيدنا يوسف يقول كما ورد في قوله تعالى (وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقاً) يوسف 100 وعدد نعم المولى عز وجل عليه فقال ( رب قد أتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث )يوسف 101 وتأويل الأحاديث أى تأويل الرؤى وتفسير الأحلام. ومن شرف الرؤيا أيضًا أن المولى عز وجل خص بها المؤمنين المتقين في قوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) يونس 62 : 64 . ذكر بعض المفسرين أن البشارة في الدنيا هى الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو ترى له وله ما يسره فى الدارين فى الدنيا والآخرة ففى الدنيا تبشرهم الملائكة عند الاحتضار برضوان الله ورحمته وذكر الطبرى أن البشارة تكون بالرؤيا الصالحة وبشارة الملائكة عند الموت وبشارة الآخرة هى الفوز العظيم وجنات النعيم كما قال سبحانه وتعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنة التى كنتم توعدون * نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم )فصلت 30 :32 والله أعلم. أرسل رؤياك.. نفسرها في الحال للتواصل مع الشيخ عبدالحي العسكري، على صفحة "المصريون" على الفيس بوك