بعد 34 عاما من وقوعها، يتحدث ضحايا ما يعرف بانتفاضة الخبز فى تونس، من مصابين ومعتقلين سابقين و ذوى شهداء، الليلة على الهواء عبر شاشات التلفزيون ، فى الجلسة العلنية الجديدة التى خصصتها هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة قانونا بالعدالة الانتقالية لسماع شهادات ضحايا انتهاكات حقوق الانسان منذ عشية الاستقلال عام 1955 والى ما بعد الثورة وحتى عام 2013. جاء ذلك فى بيان للهيئة، أشار الى الاستماع إلى الضحايا من العاصمة ومختلف جهات البلاد بمناسبة ذكرى اندلاع هذه الأحداث فى 3 يناير 1984، حين رفعت الحكومة أسعار الخبز وسلعا أساسية أخرى ثم اضطر الرئيس المؤسس لدولة الاستقلال الحبيب بورقيبة للتراجع على وقع احتجاجات شعبية يختلف المؤرخون والمصادر بتونس حول أعداد من سقطوا خلال التصدى لها بالرصاص. وأوردت وكالة أنباء تونس أفريقيا للأنباء المملوكة للدولة بدورها خبر انعقاد الجلسة العلنية وقالت:» أن الانتفاضة بلغت أوج أحداثها بحلول الثالث من يناير وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات الأمن والجيش من ناحية أخرى، مما نجم عنها إطلاق الرصاص وسقوط مزيد من القتلى والجرحى فى صفوف المتظاهرين». وتتزامن ذكرى انتفاضة الخبز مع ارتفاع طفيف فى أسعار سلع أساسية فاجأ التونسيين صباح أمس الأول وبحلول العام الجديد مع تطبيق زيادة جديدة على مرتبات العاملين، على الرغم من إعلان اتحاد الشغل التوصل الى اتفاق مع حكومة يوسف الشاهد يقضى بتجميد أى زيادات فى الأسعار خلال عام 2018. وأثارت زيادة الأسعار هذه جدلا واسعا فى وسائل الإعلام فيما دعت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة إلى النزول للشوارع للاحتجاج. وكانت وزارة الطاقة أعلنت فجر الأحد الماضى رفع أسعار البنزين والجازولين بنسبة 4٪. وأعلن مجلس القضاء الأعلى، مساء أمس الأول، رفع الحصانة عن القاضى ناجى الغرسلى وزير الداخلية الأسبق كى يمثل أمام محكمة عسكرية فى قضية تتعلق بتهم الفساد والاعتدء على أمن الدولة. وشغل الغرسلى منصب وزير الداخلية عام 2015.