يعيشون دون ماء أو غذاء.. دون مأوي أو كساء.. كل ما يحملونه مجموعة من الأمراض تنهش في أجسادهم النحيلة والضعيفة حتي تفتك بهم لتتركهم جثثا هامدة فتكون آخر ما تراه أعينهم هي دموع أمهاتهم .. اللاتي تمزق الحسرة قلوبهن وهن يرين فلذات أكبادهن يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام أعينهن وهن لاحول ولا قوة.. إنها مأساة الأطفال السودانيين اللاجئين في المخيمات الجنوبية.. فبعد مرور أكثر من عام علي استقلال جمهورية جنوب السودان وانفصالها عن الشمال لا توجد أية انجازات تذكر حدثت علي مدي ذلك العام بل أن الأضواء جميعها تسلط علي ما يعاني منه اللاجئين في مخيمات الجنوب والذين وصل عددهم حتي الآن بناء علي ما ذكرته حملات الإغاثة ل120 ألف لأجيء فروا من ولاية النيل الأزرق التي تقع في جنوب شرق السودان عقب اندلاع الصراعات بين المتمردين والحكومة والتي أودت بحياة وشردت الآلاف, ومع تفاقم الوضع الإنساني بازدياد تدفق اللاجئين وسرعة انتشار الأمراض بينهم وارتفاع أعداد الموتي فقد كان من المتوقع آن يلاقي الآمر بأي نوع من الاهتمام الإعلامي آو بإرسال آي مساعدات إنسانية إلا آن هذا لم يحدث حتي جاء تقرير منظمة' أطباء بلا حدود' الصادم بذكرها آن ما يقرب من9 أطفال يموتون يوميا جراء الأمراض التي تصيبهم ومنها الكوليرا والملاريا والإسهال وقد أرجع الأطباء السبب الرئيسي في تفشي الأمراض للأوضاع المتردية التي يعيشون فيها والتي تتمثل في اتخاذهم الغابات والخيام مأوي والأمطار الغزيرة تحوطهم فتجعل من مأواهم مستنقعات ولجوئهم لأوراق الشجر كغذاء بكل ما تحمله من سموم, بالإضافة لمياه الشرب الملوثة, والاختلاط بين الأصحاء والمرضي مما يسبب العدوي. وقد وجهت عدة اتهامات لمفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالتقصير في حق هؤلاء اللاجئين وعدم توفير أدي المساعدات الإنسانية لهم حتي جاءت الاستجابة سريعا وذلك بقيامهم نقل اللاجئين إلي أماكن أفضل.