ليس خافيا علي أي صحفي مصري أو عربي ما قدمه إبراهيم نافع من عطاء لسنوات طويلة قاربت علي الخميس عاما. فبعد صدور قرار الرئيس أنور السادات بتعيين نافع رئيسا لتحرير الأهرام كتب الأستاذ كلمة يرثي فيها علي الجمال، وقال: »سنخضع بخضوع لمشيئة الله، وسنعمل بصبر القادرين لتكملة مشوار »الأهرام« هذا الصرح الكبير.. والحق كله إن علي الجمال أصبح رمزا لوحدة »الأهرام« ووحدة صفوفه في تأدية مهمته القومية في الخبر الصادق وطهارة اليد والصراحة دون نفاق.. وهكذا بدأ عارفا بفضل من سبقوه وراح يبني علاقات قوية مع رموز الدولة ومفكريها والتقي نائب الرئيس آنذاك حسني مبارك والتقي الرئيس أنور السادات. وترجم نافع ذلك التفاعل بنشره تعقيبات وردود فعل تختلف وتتفق مع وجهة نظره، وفهم مبكرا أهمية انفتاح »الأهرام« علي المنطقة العربية فالتقي الرئيس العراقي صدام حسين وأجري معه اول حديث للصحافة المصرية في أول ديسمبر 1983. وبعد قرابة خمس سنوات من توليه منصب رئيس التحرير عام 1979 صدر له قرار بتولي منصب رئيس مجلس الإدارة بجوار رئيس التحرير لتبدأ نهضة اهرامية جديدة تتواكب معها قيم إنسانية ومعان تكن تعرفها الصحافة من قبل، فعقب توليه رئاسة مجلس الإدارة دعا نافع إلي الاحتفال بالأستاذ عبد الله عبد الباري رئيس مجلس الإدارة السابق، وبدأ هذا التقليد الأهرامي يترسخ في الاعتراف بجهود وفضل من سبقونا استكمالا لما كان يقوم به الاستاذ محمد حسنين هيكل. بمرور الوقت سطر نافع واقعا مختلفا ل«الأهرام« عكسه في كتاب صدر له بعنوان »الأهرام أسلوب« حدد فيه كيفية المحافظة علي شخصية الأهرام الأساسية في التعقل والرصانة والموضوعية فيما وضعه يسر الانطلاق بحيث لا يفقد الطريق إلي وجدان القارئ.ولم يكن نافع نقيب الصحفيين بمعزل عن أحوال الصحفيين بشكل عام فكان أول من بدأ في تقديم الخدمات اعلن في بيان له تحت عنوان »قرارات لا وعود« في نوفمبر 1984 حصل علي موافقات بزيادة موارد النقابة ورفع معاش الصحفي الي 100 جنيه وتوفير مسكن لشباب الصحفيين وتخفيض في وسائل المواصلات. أيضا جهود وشخصية إبراهيم نافع هي التي منحته الثقة والقدرة لكي يدعو الرئيس الأسبق حسني مبارك لكي يزور الأهرام في ديسمبر 1984 ويلتقي الكتاب والمفكرين الكبار ومنهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين والدكتور زكي نجيب محمود وثروت أباظة وصلاح منتصر وصلاح جلال ولطفي الخولي ومحمد سيد أحمد وغيرهم من العظماء الذين ظلوا يفكرون ويبدعون ويكتبون من خلال الأهرام تحت قيادة إبراهيم نافع لسنوات طويلة.. وعقب زيارته ل«الأهرام« رد الرئيس الأسبق مبارك ببرقية شكر ل «الأهرام« واصفا إياها بأحد مراكز الإشعاع الحضاري لمصر. كانت لفقيد الأهرام لمحات إنسانية ميزته عن غيره، فعندما أخبروه في إحدي المرات بأن هناك من ينتحل صفة ابن شقيقه لإنهاء المصالح وكان شخصاً مزيفا، فقال لهم ضعوا الموضوع في حجمه.