كتب:خالد احمد المطعني هو الجد الرابع للنبي صلي الله عليه وسلم, فقد تزوج كلاب فاطمة بنت سعد بن سبيل, فولدت فاطمة له زهرة بن كلاب, ثم مكثت دهرا فولدت قصيا فسماه أبوه زيدا. ثم توفي كلاب بن مرة, ثم جاء ربيعة ابن حرام أحد قضاعة فاحتملها إلي بلاده من الشام; سرغ وما دونها فتزوج فاطمة وكان زيد فطيما فاحتملته أمه معها. فرجع قصي إلي أمه فسألها من أبوه ؟ فقالت: أنت و الله يا بني أكرم منه نفسا وولدا و نسبا و أشرف منزلا, أبوك كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي, و قومك بمكة عند البيت الحرام وما حوله, قال: فوالله لا أقيم ههنا أبدا. قالت فأقم حتي يجئ إبان الحج فتخرج في حاج العرب, فإني أخشي أن يصيبك بعض الناس, فأقام قصي حتي حضر الحج بعثته مع قوم من قضاعة, فقدم مكة فوجد أخاه زهرة حيا, فقال له قصي: أنا أخوك, وكان زهرة قد عمي فقال لأخيه: ادن مني, فلمسه فوجده أشعر وكان زهرة أشعر. فقال: أعرف والله الصوت و الشبه, فلما فرغ الحج أراده القضاعيون علي الخروج معهم فأبي و أقام بمكة, وكان قصي رجلا جلدا نهدا نسيبا, فلم يلبث أن خطب حبي بنت حليل بن حبشية الخزاعي فرغب حليل فيه و في نسبه فزوجه ن وكان حليل يلي أمر مكة و الحكم حجابة البيت و لما ملت حليل بن حبشية وكثر ولد قصي و كثر ماله و عظم شرفه. و أصبح قصي بن كلاب أول ولد كعب بن لؤي أصاب ملكا, فكلن شريف أهل مكة, فابتني دار الندوة, وكان بابها إلي البيت, وفيها يكون امر قريش كله من مشورة وحرب ونكاح وفي كل ما ينوبهم, وكانت لقصي الحجابة و السقاية والرفادة و الندوة و اللواء وحكم مكة كله. وذكر الدكتورمحمد عبده يماني في كتابه( اجداد النبي صلي الله عليه وسلم) أن قريشا عظمت قصيا, فكانت تري أمره كالدين المتبع, وقسم قصي لولده فجعل السقاية و الرئاسة لعبد مناف, و الدار لعبد الدار, والرفادة لعبد العزي. وقال قصي لولده: من عظم لئيما شاركه في لؤمه, ومن استحسن مستقبحا شركه فيه. ومات قصي فدفن بالجحون, ورأس عبد مناف بن قصي بعده قريشا, وعظم قدره وشرفا.