خالد أحمد المطعني هو الجد الثاني للنبي صلي الله عليه وسلم وكان اسمه عمروالعلا, سمي هاشما لأنه أول من هشم الثريد بمكة و أطعم الناس علي جوع و شدة أصابتهم و جدب, و كان تاجرا فرحل إلي فلسطين فاشتري دقيقا ثم أمر بحمله علي الإبل حتي وافي مكة, فهشم الخبز و ثردة ونحر الإبل و صنع لهم ثريدا و مرقة فاطعمهم عليجوع فسمي هاشما وفيه قال ابن الزبعري: عمرو الذي هاشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف وذكر الدكتورمحمد عبده يماني في كتابه( اجداد النبي صلي الله عليه وسلم) أن هاشما أول من سن رحلتي الشتاء و الصيف لقريش وهاشم وعبد شمس والمطلب أمهم عاتكة بنت مرة السلمية وكان المطلب أصغرهم فسادوا جميعا بعد أبيهم, أخذ هاشم لقريش حبلا من ملوك الشام الروم و غسان وأخذ لهم عبد شمس حبلا من النجاسي الأكبر, وأخذ لهم المطلب حبلا من ملوك حمير وأخذ لهم نوفل حبلا من ملوك فارس الأكاسرة, فكانوا يذهبون في تجارتهم آمنين حيث مشوا في البلاد, وكان أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف في الشتاء إلي اليمن وإلي الحبشة إلي النجاسي, فيكرمه ويحبوه, ورحلة في الصيف إلي الشام وربما بلغ أنقرة فيدخل علي قيصر أو نائبه فيكرمه ويهديه كانت بنو عد الدار بني قصي أصحاب الحجابة و اللواء و الرفادة والسقاية و الندوة, ورأي هاشم و عبد شمس والمطلب و نوفل ابناء عبد مناف أنهم أحق بذلك لشرفهم وفضلهم في قومهم, وكان الذي دعا إلي ذلك هاشم بن عبد مناف فأبت عبد الدار أن تسلمهم ذلك وكادت الحرب أن تقع بينهم ثم تداعواإلي الصلح علي أن يعطي بنو عبد الدار بني عبد مناف الساقية و الرفادة و تبقي الحجابة و اللواء و دار الندوة إلي بني عبد الدار و تحاجزواعن القتال, فلم تزل دار الندوة في يدي بني عبد الدار حتي اشتراها معاوية بن أبي سفيان من عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف, فجعلها معاوية دار الإمارة وظلت في أيدي الخلفاء قرونا عديدة. و أصبح بذلك هاشم بن عبد مناف صاحب السقاية و الرفادة و كان رجلا موسرا وكان يخطب في قريش إذا حضر الحج فيقول: يا معشر قريش; إنكم جيران الله و أهل بيته, وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله, يعظمون حرمة بيته, فهم ضيف الله وأحق الضيف بالكرامة ضيفه, وقد خصكم الله بذلك و أكرمكم به, وحفظ منكم أفضل ما حفظ جار من جاره, فأكرموا ضيفه وزواره, يأتون شعثا غبرا من كل بلد ضوامر, فأقرواهم و اسقوهم, فكانت قريش تتنافس في ذلك حتي إن أهل البيت ليرسلون بالشئ اليسير علي قدرهم وكان أهل اليسار من قريش يترافدون فيرسل كل من أستطاع مائة مثقال هرقلية, وكان هاشم يأمر بحياض من آدم فتجعل في موضع زمزم قبل أن يحفرها عبد المطلب ويستقي فيها الماء من آبار مكة فيشربه الحاج, وكان يطعمهم قبل التروية بيوم بمكة ثم بمني وجمع وعرفة وكان يثرد لهم الخبز واللحم, والخبز والسمن والسويق والتمر ويجعل لهم الماء بمني فيسقون والماء يومئذ قليل إلي أن يصدروا من مني فتقطع الضيافة ويتفرق الناس لبلادهم. وهاشم بن عبد مناف هو الذي أخذ الحلف لقريش من قيصر لأن تسير في بلاده آمنة وأن لا تدفع علي تجاراتها كراء لأهل الطريق, فكتب له قيصر بذلك كتابا, وجري الأمر علي ذلك زمانا.