الفن إبداع وتجسيد وقدرة على التعبير... والفنون التشكيلية باتت ومنذ زمن بعيدا تلعب دوراً فى الصياغة التعبيرية لمختلف الأطروحات الفكرية والغوص داخل المكنون الإنسانى، وقد يكون لأصغر الأشياء فى واقعنا مردود كبير فى نفوسنا، فبداخل الانعكاس نجد عالم موازى لواقعنا قد لايتطابق فى الصورة بشكل كبير ولكنه عالما خاصا فريد يحمل مدلولات لا يراها إلا نحن، تتجاور فيها المناطق المعتمة جنبا إلى جنب مع مناطق مضيئة لنور ينبعث من داخلنا منعكسا على واقعنا، فأيهما يطغى على الأخر؟.. تلك هى رؤية الدكتورة جيهان مدكور الأستاذ بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعه حلوان، والتى عبرت عنها من خلال أخر معارضها الفنية والذى أقيم بقاعة العرض بالكلية بالزمالك تحت عنوان «انعكاس». ففى تجربة معاصرة لاستخدام الراتنجات الملونة بمجال التصوير الجدارى تضم نحو عشرين لوحة، أجادت الفنانة بأسلوب انطباعى تقديم قوالب فنية محكمه ومتوازنة محاكيه لفكر الانعكاس ومردوده على النفس الإنسانية، فى تناول لونى مدروس بين ماهو ساخن وبارد ومبهج بدرجاته، فى تكثيف للحالة الشعورية لمكنون العمل. تقول الفنانة جيهان “المعرض هو تجريب لاستخدام وسائط لونية مستحدثة فى أعمال التصوير الجدارى جنبا إلى جنب مع قطع الموزاييك والزجاج الملون ..فقد اعتمدت على التجريب فى استخدام مادة الايبوكسى وتلوينها بوسائط لونية مختلفة ما بين صبغات لونية أو لاكيهات أو ألوان زجاج، والتوصل إلى أفضل تأثير لونى ينتج من تلك التجارب وتوظيفة فى مسطح العمل ليعطى التأثير اللونى المطلوب،إلى جانب ما تحتويه خامة الايبوكسى من خصائص كيميائية من حيث سرعة الجفاف والبريق اللونى الظاهرى للخامة وهو من أكثر الأمور أهمية لتوظيف تلك الخامة فى الأعمال الجدارية من حيث التجانس الظاهرى لتلك الخصائص مع الطبيعة البراقة لقطع الزجاج والموزاييك التى تستخدم فى الجداريات. وتضيف مدكور ذلك إلى جانب التأثيرات اللونية المحبذة والمتوافقة مع الأسلوب الذى اتبعه ويعتمد على نهج المدرسة الانطباعية (التأثيرية) من حيث تحويل الأشكال والألوان فى العمل إلى ضربات لونية للظل والضوء بالتضاد اللونى بينهما وتأثير الضوء على رؤية الأشكال والتعبير عن مضمون الفكرة من خلال تصوير المنظر الطبيعى وانعكاس الأشياء فى الطبيعة”.
