كان لى صديق غارقا فى عمله الروتينى ,لا جديد فى حياته العملية مما أصابه بنوع من الملل الشديد حتى كاد يصبح فريسة لحالة من الاكتئاب الحاد. حتى شاءت الأقدار أن تصاب زوجته بمرض شديد اقعدها عن الحركة لفترة طويلة من الوقت مما اضطره لان يقوم بكل أدوارها فى المنزل من نظافة و من رعاية طفلتهما الصغيرة و من ضمن و أهم هذة الأدوار كان إعداد الطعام , فى البداية كان يعتمد على الأطعمة الجاهزة التى كانت تعدها له حماته و والدته و لكن باعتبارهما سيدتين قد أعياهما الزمن و سرق العديد من رصيدهما فى الصحة أصبح يخجل من الاعتماد عليهما و قرر ان يتولى عملية إعداد الطعام لنفسه و لزوجته المريضة و لابنته بنفسه و هنا كانت البداية , قال لى صديقى انه دائما ما كانت والدته تصحبه معها فى المطبخ حينما كان صغيرا حتى تراجع معه دروسه المدرسية و هى تقوم بإعداد الطعام , و كان بدون قصد منه يتابع ما تقوم به بدقة مما جعله يحتفظ و بدون قصد فى ثنايا عقله بكل خبرات والدته فى الطهى مما جعله يقوم بمهمته بمنتهى الدقة و الاحترافية حتى ان ابنته قالت لأمها مداعبة ( بابا أكله احلي من أكلك كتير يا ماما ) . لم يتوقف الامر عند هذا الحد , بل تعدى الأمر أكثر من ذلك , فبعد آن تماثلت زوجته للشفاء و بدأت تستعد للقيام بدورها , طلب منها صديقى ان تترك له مهمة الطهى حيث انه بات يعشق عملية اعداد الطعام بل و اصبح يبتكر أصنافا جديدة و أشكالا مبتكرة , و كانه اكتشف بداخله موهبة كامنة جعلته يشعر بالسعادة و بالنشاط الذهنى و الحركى مما دفعه لان يستثمر كل هذا فى مشروع صغير لتوريد أكلات منزلية من إعداده و تحت إشرافه , أصبح يدر عليه دخلا أضعاف أضعاف ما كان يحلم به . فتش بداخلك , ابحث فى قدراتك , ستجد ان هناك كنزا مدفونا لم تكن تدرك مكمنه بداخلك لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا;