حل الشيخ محمد حسين مفتى القدس الشريف وفلسطين ورئيس مجلس الافتاء الأعلى بالديار الفلسطينية ضيفا على تونس بمناسبة انعقاد المؤتمر الشعبى العربى بمدينة الحمامات ( على بعد نحو 60 كيلو مترا من العاصمة) وبحضور نحو ستمائة من الساسة والمفكرين من مختلف الأقطار العربية . وقد اختار المؤتمر فى جلسته الافتتاحية السبت الماضى المفتى رئيسا ليدير أعماله. وذلك لما لهذا الاختيار من رمزية فى هذه اللحظة التاريخية ولسابق نضاله وجهاده فى الدفاع عن المسجد الأقصى الشريف مع المقدسيين الصيف الماضى حيث اعتقلته سلطات الإحتلال الإسرائيلى، لكنها اضطرت إلى اطلاق سراحه بعد ساعات كى تتدارك العواقب الوخيمة لفعلتها . كما أطلق المؤتمر على دورته التأسيسية تسمية «القدس العربية»، وحيا الشيخ محمد حسين من جانبه القومية العربية وتراثها فى الدفاع عن فلسطين. «الأهرام» انفرد بحوار مع مفتى القدس على هامش أعمال المؤتمر بشأن آخر مستجدات تداعيات قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولاياتالمتحدة إليها، وحيث جاءت زيارة المفتى الى تونس من دون إعلان بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام العالمية والمحلية هنا. وبدأ الحوار بابلاغ فضيلته موقف البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الرافض لاستقبال نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس الذى جرى إعلانه قبل إنعقاد بساعات ليضاف إلى الموقف ذاته الصادر من القاهرة لشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب.وجاء أول تعليق للشيخ محمد حسين على الموقفين فى هذه الإجابة: هذا لا يستغرب كموقف من شيخ الأزهر الشريف وأيضا من البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأن القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى هو عدوان على القدس ومقدساتها وعلى شعبها الفلسطينى المسلم والمسيحي.وهو كذلك عدوان على الأمة العربية والإسلامية والشرعية الدولية وعلى المسيحيين فى العالم. ولذلك فإن شيخ الأزهر بما يمثله من مرجعية دينية إسلامية كبيرة فى العالم وكذلك البابا تواضروس بما له من مكانة ومرجعية فى العالم بدوره يأتى موقفهما منسجما تماما مع رفض هذا الظلم والإجحاف بحق المسلمين والمسيحيين كافة، وليس بحق فلسطين وحدها .بل هو ظلم وإجحاف بحق أرض مصر وكل الأراضى العربية والإسلامية. ونأمل أن تقتدى كل المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية فى العالم أجمع بهذا الموقف المشرف والأصيل لشيخ الأزهر الشريف وبابا الأقباط تواضروس فى مصر أرض الكنانة. وهو بحق موقف رائع. كيف تتوقع تأثيرات قرارا ترامب على مدينة القدسالمحتلة؟ قرار الرئيس الأمريكى لن يؤثر على المدينة ولا على سكانها . لأن وجود المدينة وسكانها قبل انشاء الولاياتالمتحدة نفسها، وجذور القدس ضاربة فى التاريخ العربى والإسلامى والحضارى. والقدس العربية الإسلامية ليست فى حاجة الى شهادة ولادة من هذا الرئيس الأمريكى أو غيره. وبالتالى ستبقى القدس بأصالتها وبعروبتها وبالعيش المشترك فيها بين المسلمين والمسيحيين وبكل مقدساتها عصية على أى إجراء يتخذه هذا الرئيس الأمريكى أو غيره. ماهى الخيارت المتاحة أمام الفلسطينيين إزاء مثل هذا القرار؟ وهل تتوقع انتفاضة جديدة؟ إذا كنت تقصد ماالذى سيفعله الشعب الفلسطيني، فهذا الشعب يبدع لكل مرحلة من المقاومة ورفض مخططات الاحتلال والقوى الاستعمارية ما يكون الرد الحقيقى المناسب على اجراءات الاحتلال والقوى الاستعمارية المناصرة له . وإذا كنت تقصد انتفاضة فى العالمين العربى والإسلامى فالشعوب العربية تسكن القدس فى ضميرها وفى قلوبها. وبالتالى لن يسكتوا على المساس بها وبمقدساتها وبالقضية الفلسطينية بشكل عام. هل هناك تنسيق بينكم وبين القيادات الدينية المسيحية بالقدس كالأب عطا الله حنا إزاء القرار الأمريكى؟ المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية بالقدس وحدة واحدة الى جانب تطلعات شعبنا الفلسطينى .وهى جزء أصيل من مكونات هذا الشعب . وبالتالى هى دائما منخرطة فى صفوف شعبها وتعمل على تحقيق تطلعاته . هل تتوجهون فضيلتكم فى زيارة الى القاهرة قريبا؟ إن شاء الله .. قادم الى القاهرة قريبا .. سآتى لأن الأزهر الشريف سينظم مؤتمرا أشارك فى أعماله.