بغض النظر عما آلت إليه نتيجة مباراة القمة بين الزمالك والأهلي والتي انتهت بالتعادل(3 3) واقتراب الأهلي من تتويجه بطلا لدوري2010 واحتفاظه باللقب للمرة السادسة علي التوالي. إلا أن مباراة القمةخرجت بعدة مكاسب كبيرة للكرة المصرية خاصة, إن اللقاء تابعه الملايين ليس فقط في مصر بل في جميع الدول العربية وأهم تلك المكاسب الحقيقية تلك الروح الرياضية سواء قبل اللقاء أو بعده حيث انعكست الروح الطيبة التي حدثت بين اللاعبين والاجهزة الفنية علي مشاعر جماهير الأبيض والأحمر باستاد القاهرة الدولي برغم ما حدث من مناوشات بسيطة وهو أمر طبيعي ويكفي أن بعض السيارات طافت شوارع القاهرة وبعض محافظات مصر وهي تحمل اعلام الزمالك والأهلي معا. وإن كانت هناك مكاسب حقيقية تحققت في ذلك اللقاء الا أن هناك أيضا مكاسب فنية كبيرة في مباراة القمة ليس فقط بأن اللقاء بين قطبي الكرة المصرية شهد6 أهداف ولكن نظرا للاداء الجيد من جانب الفريقين الكبيرين, ويكفي أن الدقائق ال25 الأولي شهدت3 أهداف فقط وهو ما يدل علي أن كليهما لعب بروح قتالية عالية ولم يستسلما للتعادل ودليل آخر علي أنه برغم تقدم الأبيض للمرة الثالثة باللقاء بالهدف الذي احرزه محمد عبد الشافي في الدقيقة ال78 فإن الأهلي لم يستسلم للخسارة وحقق تعادلا في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع قبل لحظات بل ثوان من استعدادات الزمالك للاحتفال بالفوز علي غريمه التقليدي. ملخص لقاء القمة الذي اداره الحكم السويسري ماسيموبوساكا بافندار والذي لعب دورا كبيرا في انجاح اللقاء للياقته البدنية العالية وقربه من الكرة. برغم مرضه بالسكر كان الزمالك هو الأفضل طوال اللقاء وأهدر لاعبوه اكثر من فرصة حقيقية سواء في الشوطين الأول أو الثاني, ولعب شيكابالا وحسين ياسر المحمدي أدوارا مضاعفة وشكلت تحركاتهما خطورة علي دفاع الأهلي المرتبك وأن كان يستحق محمود فتح الله نجم المباراة الأول بدون منازع, وقد يكون التعادل الذي حققه الأهلي بطعم الفوز ايضا لانه جاء في وقت قاتل من المباراة. وتبقي التساؤلات لماذا تفوق الزمالك علي الأهلي وكان الاقرب للفوز ولماذا أيضا تقدم3 مرات علي منافسه ؟ وللإجابة يجب اولا أن نتطرق إلي تشكيل الفريقين, حيث لعب حسام حسن منذ البداية بعبد الواحد السيد( للمرمي) وفي الدفاع أحمد غانم سلطان ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي ومحمد عبد الشافي, وفي الوسط حسين ياسر المحمدي وحسن مصطفي وابراهيم صلاح وشيكابالا وفي الهجوم الثنائي الايفواري ايدكو وأحمد جعفر, ولعب البدري بأحمد عادل عبد المنعم( للمرمي) وفي الدفاع أحمد علي ووائل جمعة وشريف عبد الفضيل وسيد معوض, وفي الوسط محمد بركات وحسام عاشور وعبد الله فاروق وأحمد حسن وفي الهجوم عماد متعب وخلفه ابو تريكة. المفاجأة الوحيدة في تشكيل الزمالك منذ البداية أن حسام حسن لعب برأسي حربي صريحين والدفع بالمحترف الايفواري قد أربك الأهلي ووضح ذلك خلال الدقائق الأولي بل تقدم الزمالك بهدف مبكر في الدقيقة الثانية عن طريق أحمد جعفر من تمريرة جيدة لشيكابالا, ويملك الأبيض زمام اللقاء خلال25 دقيقة رغم تعادل الأهلي والزمالك ضغط منذ البداية ولم يعط فرصة لمنافسه بأن يتحرك بفضل تحركات الاطراف خاصة من جانب شيكابالا وحسين ياسر المحمدي وتقدم عبد الشافي وأحمد غانم, فوقف تماما سيد معوض وأحمد علي في ظل الغياب الواضح من جانب أحمد حسن وابو تريكه وأيضا بركات الذي كان ينطلق فقط كل ثلث ساعة. تفوق الزمالك تكتيكيا, وجاء تبديل ايديكو ليس بسبب فني ولكن لخوف الجهاز الفني من حصوله علي البطاقة الثانية الصفراء وطرده ولعب بدلا منه عمر جابر الذي قدم أداء جيدا ورغم التغييرات الثلاثة لكل فريق الا ان الزمالك كان الأفضل وتفوق وتقدم بسبب التوتر من جانب الأهلي والخوف من الهزيمة وقد انعكس ذلك علي تصرفات لاعبه المدلل أحمد حسن عندما استبدله البدري فلم يرض بهذا التغيير وعبر بغضب شديد فهل يعاقبه الأهلي ؟ وهل كان يستطيع ان يفعل ذلك عندما كان يتولي جوزيه مقاليد الفريق ؟ وبرغم تفوق الزمالك واستحقاقه الفوز بجدارة الا أن الأهلي لم ييأس ولعب حتي النفس الأخير ومع صافرة الحكم وحقق التعادل وللحقيقة أن ما فعله حسام حسن مع الزمالك يستحق الاشادة ويكفي أنه اعادته نجمه الكبير شيكابالا الذي كتب شهادة ميلاد جديدة مع الزمالك منذ ان تولي حسام المهمة واكتشف أيضا حسين ياسر المحمدي, ويلعب حتي الآن وصفوفه غير مكتمله بل يلعب بدون مهاجمين لأن أحمد جعفر مازال أمامه الكثير وخاض لقاء الأهلي بغياب حازم إمام وعلاء علي للايقاف في الوقت الذي لعب الأهلي بصفوفه مكتملة باستثناء غياب نجمه أحمد فتحي.. فهل سيتأثر الأهلي بغياب لاعب واحد حتي لو كان أحمد فتحي ؟