يبدو أن هناك تحركات واتصالات خفية تجرى خلف الكواليس لإحداث اختراق فى أزمة الرباعى العربى مصر والسعودية والامارات والبحرين مع قطر ويظهر هذا جليا فى رغبة الجانب الكويتى والشيخ صباح الأحمد أمير الكويت فى التمسك بالدعوة إلى عقد القمة الخليجية اليوم وغدا فى الكويت. والمدهش دعوة أمير قطر الشيخ تميم خليجيا وعربيا لهذه القمة رغم رفضى والتهديد بالمقاطعة من قبل زعماء خليجيين حضورها فى حالة دعوة أو حضور الأمير تميم. وأنا أعلم وأتفهم مثل الملايين غيرى فى العالم العربى الرغبة الصادقة والجهد العروبى المخلص الذى يقوم به أمير الكويت لحلحلة هذه الأزمة الأولى بهدف الحفاظ على البيت الخليجى ومنع تصدع وانهيار منظومة دول مجلس التعاون الخليجى ودورية قممه وثانيا لمنع قطر من الانزلاق فى هوة وسقطات الارهاب وحصارها وحشرها فى الزاوية من قبل دول الرباعى العربى وبقية دول الجامعة العربية بل غالبية دول العالم بعد تكشف كثير من الأدلة والوثائق الدافعة لإدانة قطر وفضحها وتجريسها فى القيام بتمويل واحتضان وتمويل وتحريض المجموعات والفرق الإرهابية فى كل حدب وصوب للقيام بأعمال إرهابية وتغذية العنف والإرهاب ليس فقط فى مصر والبحرين والسعودية والتآمر منذ فترة على الامارات وشيوخها بل معاركها المعلنة والخفية فى سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان وغيرها من مناطق العالم التى تشهد بؤر إرهاب وتطرف وعصابات وأعمال قتال واغتيالات إلا ونجد أصابع وأموال ورجال قطر حاضرين بقوة حيث إن هذا الأمر لم يعد خافيا على أحد حيث وثائق ومعلومات استخبارات معظم إن لم يكن كل دول العالم تعلم وتراقب ولديها أطنان من الأدلة وربما بالصوت والصورة على تلك الانحرافات القطرية وبالتالى كل هذه الحقائق كانت ومازالت معلومة لدى كل دول الإقليم بما فيها الكويت ناهيك عن دول العالم ولذا يثور التساؤل على أى أساس تمسكت الكويت بالتعجيل بعقد هذه القمة الخليجية ودعوة تميم لها اليوم وغدا ولذا يبدو لى أن الأمر قد يحمل مفاجأة سياسية خلال الساعات المقبلة حيث لا بديل عن حصول أمير الكويت على ضمانات كاملة وخطية هذه المرة من أمير الارهاب فى قطر الشيخ تميم على التراجع عن كل السياسات والمسالك القطرية على نحو جذرى وقبل هذا وذاك القبول بالمطالب الثلاثة عشر لدول الرباعية العربية والالتزام أيضا بالمبادئ الستة التى حددها أيضا نفس الرباعى العربى منذ الخامس من يونيو الماضى حيث سلة العقوبات المفروضة على الدوحة فى هذا الشأن بها مطالب وشروط قاسية تقطع وتنهى علاقة وأسطورة قطر مع الارهاب ومنصاته الإعلامية إلى الأبد، وحتى الآن لا أستطيع أن أؤكد أو أنفى حصول أمير الكويت الشيخ صباح على تلك الضمانات فى قطر حيث كل مانعرفه أن الرجل صاحب تاريخ ومواقف خليجية وعروبية مشرقة وهو طيلة تاريخه الدبلوماسى والسياسى منذ أن كان وزيرا للخارجية الكويتىة لسنوات طويلة ثم أميراً يعرف بمهندس المصالحات العربية واستطاع مرات عديدة نزع فتيل توترات وأزمات ونزع صواعق تفجير عدة وأنهى مشكلات مأساوية فى العالم العربى ولكن مع قطر وأميرها الأمر يختلف باعتبار أن الدوحة قد بايعت الشيطان منذ انقلاب 1995 وحتى الآن لتدمير وتخريب دول الخليج ومصر وإزالة الحدود والجغرافيا فى دول أخرى بالدم مثلما فعلت وبامتياز فى سوريا والعراق وليبيا وغيرهم فى تقديرى أن محاولة أمير الكويت عقد القمة الخليجية ودعوة أمير قطر تميم هى محاولة جادة وتمثل الجهد الكويتى الأخير لفك ألغام هذه الأزمة وإنقاذ تميم وعائلته فى الدوحة ولكنها لن يكتب لها النجاح حيث الجميع فى دول الرباعية العربية المقاطعة لقطر لا تثق فى الدوحة وأميرها وعائلته ولا تعلم من يحكم ويصدر القرار ويصنعه داخل القصر الأميرى حيث هناك عشرات محاولات وقرارات صدرت والتزمت ووقعت عليها عائلة تميم الأب وهو الآن ولكنها لم تنفذ ولم تلتزم بها الدوحة بدليل ما حدث فى قمتى الرياض عامى 2014 و 2015 وتنصلت منها عائلة تميم بل وضربت بها عرض الحائط حيث فى اليوم الثانى مباشرة تآمرت على السعودية والبحرين والإمارات. دون مبالغة فى القول الرهان على تغيير قطر وتعديل مواقفها وقبولها بجميع مطالب الرباعية العربية فى قمة الكويت اليوم وغدا فى حالة حضور الشيخ تميم لها رهان خاسر ولن يتحقق من ورائه شىء فلا قطر ستتغير ولا دول الرباعى العربى ستتنازل أو تتخلى عن مواقفها وعقوباتها لأنه لا توجد ثقة أو رهان على تميم وعائلته ولا بديل عن الاطاحة به من قبل المعارضة وأبناء العائلة الكبرى آل ثانى فى الدوحة عندئذ يتغير الحال وننتظر لنرى ما يحدث فى قادم الأيام. لمزيد من مقالات أشرف العشرى