قال السفير محمد حيدر سفير مصر فى غانا ان العلاقات بين البلدين تاريخية وقوية ، لافتا الى ان العلاقات بين البلدين بدأت منذ اكثر من 60 عاما بين الزعيمين عبد الناصر ونيكروما ، ثم توطدت اكثر بعد زواج الزعيم نيكروما من السيدة فتحية المصرية ، وأعقبها عدد من الزيجات من جانب بعض القيادات فى غانا من مصريات ، حيث ان الابناء يمثلون قوة داعمة للعلاقات بين البلدين ، لافتا الى ان السفير الغانى السابق فى القاهرة كانت والدته مصرية . ◄ غانا بوابة غرب إفريقيا وتجمع «الاكواس» وفرص واعدة لتصدير الصناعات الغذائية ◄ إقامة مصفاة الذهب أكبر مشروع استثمارى يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى وشدد السفير المصرى فى اكرا ، على ان غانا تمثل اهمية خاصة وتتمتع بوزن كبير بين دول جنوب الصحراء ،حيث انها كانت اول دولة حصلت على الاستقلال عام 1957 ، وقامت بدور بارز فى مساندة باقى الدول الافريقية فى التحرير ، كما انها تشهد منذ سنوات تحولا ديمقراطيا ، وتمثل نموذجا ناشئا للديمقراطية وحقوق الانسان وتداول للسلطة ،ولذا تحصل على مساندة ودعم من الاتحاد الاوروبى ، لافتا الى ان المجتمع هناك يتسم بالتسامح الشديد ، وقبول الاخر ، والانفتاح على كافة الآراء والتطورات . يصل عدد سكان غانا إلى 26 مليون نسمة ، ويصل معدل النمو السكانى 2% وتصل نسبة المسلمين إلى 35% من السكان ، وتعتبر من اكبر الدول المنتجة للكاكاو ، كما يصل انتاجها من الذهب إلى نحو 120 طنا سنويا ، حيث كان يطلق عليها فى السابق ساحل الذهب ،كما بلغ معدل النمو الاقتصادى العام الماضى 4% ، ويعتبر النشاط الزراعى هو النشاط الاقتصادى المهيمن اقتصاديا ، وعلى الصعيد السياسى يوجد لديها حزبان سياسيان اساسيان يتنافسين ويتداولان السلطة منذ عدة سنوات، وفاز بالاغلبية وتشكيل الحكومة منذ سنة الحزب الوطنى الغانى وهو حزب ليبرالى يدعم القطاع الخاص . وشدد السفير المصرى فى اكرا ، على اهمية غانا كبوابة لتجمع «الاكواس» غرب افريقيا ، والذى يضم 15 دولة ، ويضم الى جانب غانا كلا من نيجيرياوبوركينافاسو ، وكوت ديفوار ،خاصة وان بعض هذه الدول حبيسة مثل بوركينافاسو ،ويصل عدد سكانه إلى 350 مليون نسمة ، كما تحمه اتفاقيات حرية التنقل ، للعمالة ورءوس الاموال والتجارة بدون رسوم جمركية . ووصف السفير المصرى محمد حيدر ، الوجود الاقتصادى المصرى فى غانا ، بالجيد من خلال عدد من شركات القطاع الخاص ، بعد تجميد شركة المقاولين العرب نشاطها بعد ان كانت من اكبر الشركات العاملة فى قطاع المقاولات والبناء والتشييد ، حيث انشأت معظم مبانى الوزارات والهيئات الحكومية واستاد اكرا،وتوارى نشاط النصر للتصدير والاستيراد ، لافتا الى ان اهم الشركات المصرية فى غانا ، السويدى للكابلات ، التى تستحوذ على نحو 40% من السوق ، وشركة بورسعيد لصيانة الاوناش ،الى جانب شركة منصور التى تتواجد فى افريقيا منذ سنوات من خلال توكيل كاتربيلرالعالمية ، الى جانب تأسيس شركة ماك للسيارات والتى نجحت فى الحصول على حصة كبيرة فى السوق ، اضافة الى شركات واستثمارات مصرية كبيرة قامت بضخها شركة ايروجيبت التى يمتلكها المستثمر المصرى سعيد دراز ، التى اقامت مصفاة ذهب باستثمارات تتجاوز110 ملايين دولار،ووصف السفير المصرى هذا المشروع بأنه يعتبر مشروعا استراتيجيا للدولة حيث انه مصحوب بتكنولوجيا حديثة يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الغانى ،الى جانب اقامة عدد من المستشفيات لصالح وزارة الدفاع والصحة باستثمارات تصل الى 650 مليون دولار من خلال تسهيلات تمويلية عبر مؤسسات دولية . الى جانب مشروع مصرى آخر لاستصلاح واستزراع 50 الف فدان ، حيث تسلم المستثمران المصريان محمد القليوبى وابراهيم حسبو ، الارض منذ شهور- فى مايو الماضى - وقاما بزراعة وحصاد 500 فدان منها بالارز كمرحلة اولى . واضاف السفير المصرى فى اكرا ، ان هناك شركات مصرية دخلت السوق فى غانا ولكنها لم تستمر طويلا ومنها شركة وداى دجلة للاستثمار الرياضى ، حيث اقامت اكاديمية للنشء ، برعاية المواهب واعدادها ثم اعادة بيعها للفرق الرياضية ، ولكنها قامت ببيع المشروع والخروج من السوق . ودعا السفير المصرى فى غانا المستثمرين المصريين الى انتهاز الفرص الواعدة للاستثمار فى السوق الغانية ،مؤكدا ان العلاقات الاقتصادية فى الوقت الراهن هى التى تقود العلاقات السياسية ، لافتا ان السوق واعدة للاستثمار ،كما ان احكام القضاء تتسم بالاستقلالية والسرعة فى قضايا الاستثمار،لافتا إلى ان احد المستثمرين المصريين المهندس ابراهيم حسبو ومحمد القليوبى قاما بالحصول على 50 الف فدان لاستصلاحها وزراعتها منذ شهور ، وبالفعل بدأوا زراعة مساحة منها ، واضاف ، كما ان هناك فرصا للتصدير حيث انه تم مضاعفة حجم الصادرات المصرية الى الضعف العام الماضى، بعد ان كانت 90 مليون دولار عام 2011 ،ثم انخفضت بشكل ملموس خلال سنوات ما بعد ثورة 25 يناير، لافتا الى السبب فى ذلك يرجع الى اقامة مكتب تجارى مصرى فى اكرا فى نوفمبر 2016، مشيرا الى ان السوق فى غانا تهمها سعر المنتج بالدرجة الاولى ، الا انه اشار الى ان ابرز معوقات انتعاش حركة التبادل التجارى بين البلدين يرجع الى عدم وجود خط ملاحى بين البلدين ، حيث ان وصول المنتجات والسلع المصرية يستغرق 27 يوما مقابل 23 يوما من دبى . ورصد اهم السلع المصدرة من مصر وفى مقدمتها الخضر والفاكهة، والمجمدات والصناعات الغذائية ، لافتا الى اقامة معرض للاثاث الدمياطى ، كما ان هناك 25 شركة من دمياط فى صناعة الاثاث ، تصدر الاثاث ، خاصة ان السوق فى غانا تفضل البضاعة الجاهزة والحاضرة . وحول اتفاقيات التعاون بين البلدين ، اشار الى التوصل الى اتفاقية لمنع الازدواج الضريبى ، كما سيتم عقد جولة مفاوضات بين وزارة المالية فى البلدين لتوقيع هذه الاتفاقية قريبا ، كما ان مصر تقدم دعما فنيا لدولة غانا فى التدريب بقطاعات الزراعة والصيد .