في حياة كل واحد منا مجموعة من الكراكيب التي تتفاوت درجات أهميتها وعمرها ومكانتها في القلوب , هناك كراكيب الأثاث من الكراسي والأخشاب القديمة وهذه الأشياء لا يحتفظ بها أحد إلا إذا كانت تاريخية أو آثارا مهربة..وهناك كراكيب البشر.. أصدقاء باعوا.. أو أحباب لم يحافظوا علي العهد أو جيران أزعجوك كثيرا ولم يقدروا رفقة المكان أو زملاء عمل أكلت قلوبهم الغيرة.. وهناك كراكيب الذكريات وهي ما بقي في أعماقنا من القصص والحكايات عن قصة حب فاشلة.. أو حبيبة خدعتنا أو خدعناها أو ذكريات قصيرة طرقت ابوابنا للحظة وانصرفت وتركت بعدها شيئا يشبه الذكري.. ولك ان تتصور بيتا فيه كل هذه الأشياء أو إنسانا يحمل كل هذه البقايا والأشلاء ويسير بها منتفخا بين الناس.. أحيانا تجده يكلم نفسه وفي أحيان أخري لا يستطيع ان ينام لأن كوابيس الذكريات تطارده..ومع هذه الكراكيب يجب ان تكون هناك مواسم لجرد الأشياء والتخلص من بعضها.. ولنا ان نتصور إنسانا يحيط نفسه بذكريات حزينة عن احباب خدعوا أو أصدقاء باعوا أو رفاق رحلة تحولت الحياة معهم إلي مسلسل من العذاب.. ولهذا يجب ان نتخلص دائما من كراكيب ايامنا الثقيلة..لاتترك هذه البقايا تحاصر ايامك.. من باعك لا يستحق مكانا في ذاكرة ايامك.. ومن أساء إليك ادفع به إلي ساحة التسامح والغفران ومن وقف في طريقك وحاربك في طموح أو رزق أومكانة اتركه للأيام فسوف يجيئك يوما طافيا علي مياه النهر.. ومن أخلصت له وخانك فأنت جدير بالوفاء وهو يستحق الخيانة.. لا يهمنا ان يخدعنا الآخرون بعض الوقت ويكفي اننا لا نمارس الخداع.. ليس من النبل ان تفعل شيئا عانيت منه يوما إذا كان هناك من حاول ان يوقف مشوار حياتك إنظر بعيدا لتري نهايته ونهايتك.. لا أدري لماذا تؤرقني كثيرا لحظة النهايات ان الناس تنسي أحيانا لحظة البداية ولكننا عادة نتوقف كثيرا عند النهايات ونتمني لو كانت طيبة وكريمة. لحظة النهاية قد تكون عطرا يملأ الآفاق وقد تكون عفنا يزكم الأنفاس. [email protected]