رسمت وزارة الداخلية الفرحة على وجوه أبناء شهداء الشرطة لتؤكد أن أبطالها الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن سيظلون فى الوجدان لأنهم حفروا أسماءهم بحروف من نور فى ذاكرة هذا البلد، وذلك من خلال الحفل الذى نظمته وزارة الداخلية للاحتفال بتفوق أبناء الشهداء فى مختلف مراحل التعليم، وشهده اللواء خالد حمدى مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات، ومسئولو وزارتى الاتصالات والتربية والتعليم ودار الإفتاء والفنان أشرف عبدالباقى والكابتن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادى الأهلى. وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء ثم ألقى اللواء خالد حمدى مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات كلمة نيابة عن اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، وشهد الحفل اختلاط دموع الفرح والتفوق بدموع فراق الأب والسند الذى قدم روحه فداء لمصر، وثمناً لاقتلاع جذور الإرهاب الأسود من أرض الوطن، وتمنى جميع المتفوقين لو كان الأب الراحل يقف بجوارهم ليشاركهم أفراح التفوق لكنهم فى النهاية اتفقوا على قول واحد وهو أن كل ضابط فى وزارة الداخلية هو بمثابة أب لهم لأن الوزارة لن تنساهم لحظة واحدة وتقدم لهم كل الدعم لمواصلة طريق الكفاح والنجاح. حكايات بطعم الفرحة ومرارة الفراق سردها أبناء الشهداء وابتسامة محفوفة بالحزن والشجن مرسومة على الوجوه البريئة بعد أن حملوا لقب أيتام، وهم مازالوا أطفالا لم يشتد عودهم وانحشرت الكلمات فى حلوقهم وهم يتذكرون لحظة استشهاد الأب، والعائل على يد جماعة إرهابية لا دين ولا وطن لها. الشهيد العميد أحمد عسكر تم تكريم أبنائه الثلاثة رؤى ومحمد وأحمد، بعد أن استشهد والدهم فى عملية إرهابية غادرة بالعريش حين تربص له الجبناء بجوار منزله وانتظروا عودته ليلا وأمطروه بالرصاص وكان بصحبته طفلاه ولم يكتف القتلة بذلك بل سرقوا سيارة الشهيد وبعد شهور أحرقوها، قالت ابنته الكبرى رؤى : بابا كان يقيم بمدينة العريش وعشنا طول عمرنا فيها وطلبنا منه الرجوع للقاهرة لكنه كان يقول: «أنا بحب العريش ولن أتركها حتى أموت» أما نورهان ابنة الشهيد محمد شكرى الشافعى فقدحصلت على بكالوريوس الصيدلة من الجامعة الألمانية فقدت الأب الشهيد عام 2009 عندما كانت طالبة بالثانوى وقالت. بابا الله يرحمه كان ضابطا بشرطة المسطحات المائية وترأس حملة لضبط أصحاب المراكب النيلية المخالفة وفى عرض النيل داهم مركبا وتبين أن صاحبه لا يحمل تراخيص وأثناء الحوار معه أخرج المتهم سلاحه وأمطر والدى الشهيد بوابل من الرصاص وقالت إننا لا نخشى الموت وأنا فخورة بأننى بنت الشهيد، وعندما توفى والدنا البطل كان شقيقى الأصغر عمره (11 سنة) وعندما حصل على الثانوية العامة التحق بكلية الشرطة ليستكمل مسيرة أبى الشهيد ويأخذ ثأر جميع الشهداء. ياسمين مصطفى العطار ابنة الشهيد مصطفى العطار استشهد والدها فى مركز شرطة مطاى عام 2013 عندما أمطره الجبناء بالرصاص داخل المركز وقالت والدى البطل تصدى لهم ولم يخف من رصاصاتهم، وأكدت أنها سعيدة بالتكريم وكانت تتمنى أن يكون والدها معها الآن قائلة : «حسبى الله ونعم الوكيل فى الإرهابيين» أما ميادة ابنة الشهيد أحمد سيد الذى استشهد بشمال سيناء فى أبريل الماضى عندما كان فى مأمورية لتأمين أحد البنوك بالعريش وأطلق عليه عناصر الجماعة الإرهابية الرصاص واستشهد داخل المدرعة، قالت : والدى تحدث إلينا هاتفيا قبل استشهاده بعشر دقائق وأوصانى بإخوتى مؤكداً أننى الكبيرة وعندما بكيت فى التليفون، طلب أن يتحدث إلى والدتى وطلب منها أن تسامحه لو بدر منه أى شيء وبعدها بعشر دقائق سمعنا أنه استشهد وكان من المفترض أن يعود والدى الشهيد فى إجازة خلال نفس اليوم لكن القدر لم يمهله لمرض زميله فحل محله فى المأمورية التى استشهد فيها وتركنا نعيش بعده مرارة الفراق.