استوقفتنى قصة وجدت فيها من المعانى النبيلة ما يمكن أن يكون سببا فى إطلاق العنان للطاقة الإيجابية الكامنة بداخل كل منا. تقول القصة: إن سيدة عجوز يزيد عمرها عن الثمانين عاما كانت تجلس بجوار الشباك داخل قطار وتقطع مسافة طويلة يوميا ذهابا وايابا فى نفس القطار وكانت تمسك فى يدها كيسا تخرج منه شيئاً ما وتقذفه بعيدا خارج الشباك، وكان يجلس بجوارها رجل لفت نظره ما تقوم به هذه السيدة وأنها تكرر ما تقوم به كل يوم، فاقترب منها وسألها عما تفعل فقالت له ألقى ببذور الورد من الشباك لأن القطار يسير فى طريق موحش وأردت أن تتحول تلك البذور الى اشجار مثمرة تطرح الورد وتحول هذا المكان الكئيب الى منظر جميل يبعث فى النفوس الراحة والطمأنينة، فقال لها الرجل ولكن حتى وإن سقطت البذور على تربة صالحة فمن أين يأتى لها الماء؟ فقالت له أنا أفعل ما فى استطاعتى وأترك الباقى على الله ربما يسقط مطر فوق هذه البذور فتنمو وتتحول الى اشجار مثمرة .. ومرت الايام ولاحظ الرجل ان الطريق على جانبى قضبان السكك الحديدية قد امتلأ باشجار الورد وبالفعل تحول المكان وكأنه جنة الله على الأرض، ولكنه لاحظ اختفاء تلك السيدة العجوز فسأل عنها أحد جيرانها الذى أخبره أنها ماتت منذ عدة شهور .. ماتت قبل أن ترى الحلم وقد تحول الى حقيقة.. وفى احدى رحلاته اليومية سمع طفلا صغيرا كان يجلس بجوار الشباك فى القطار وهو يعبر لوالده عن سعادته بتلك الزهور الجميلة التى يراها على جانبى القطار . فى هذه اللحظة أيقن الرجل أن السيدة العجوز كانت على ثقة من أن تلك البذور ستطرح يوما ما وردا يسعد الناظرين..الأمر الذى يدعونى لأن أتساءل هل نحن قادرون على تقليد تلك السيدة العجوز وأن نفعل ما فى وسعنا دون أن ننتظر المقابل . اعتقد أنه لا شيء يعادل أن نكون سببا فى إسعاد الآخرين. [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد;