بعد ساعات من الغموض السياسى حول حقيقة ما يجرى فى العاصمة هراري، أصدر جيش زيمبابوى بيانا عبر هيئة البث الوطنية «زد. بي. سي»، قال فيه إن التحركات التى تشهدها البلاد حاليا لا تهدف للسيطرة عسكريا على الحكومة ولكن الجيش يتخذ إجراءً «لاستهداف المجرمين». وأضاف الجنرال سيبوسيوى مويو من داخل الاستوديو، وقد جلس بجانبه ضابط آخر، أن الرئيس روبرت موجابى - 93 عاما - وزوجته فى أمان.وتابع أن الجيش يرغب فى التعامل مع «الذين يرتكبون جرائم ويتسببون فى معاناة اجتماعية واقتصادية للبلاد». وأضاف: «فور تحقيق مهمتنا، نتوقع أن تعود كل الأمور لطبيعتها». كما دعا الجيش جميع ضباط الشرطة إلى العودة إلى مواقعهم على الفور. ومن جانبه، أكد الحزب الحاكم فى زيمبابوى انه تم وضع موجابى رهن الاقامة الجبرية وذلك بعد ساعات من سيطرة الجيش على عدد من المرافق الحيوية بالبلاد. ونشر حزب اتحاد زيمبابوى الوطنى الأفريقى - الجبهة الوطنية «زانو بي.إف»، الذى يتزعمه موجابى تغريدة جاء فيها :جرى احتجاز عائلة الرئيس، دون أن يتعرضوا لأذي، من أجل الدستور وسلامة الأمة، كان ذلك ضروريا، زيمبابوى والحزب ليسا ملكا لموجابى وزوجته».وأضاف :»لم يحدث انقلاب، مجرد انتقال سلمى شهد اعتقال فاسدين واعتقال رجل غير شريف ومسن تستغله زوجته»، على حد تعبيره. وخرج التوتر بين الرئيس والجيش الذى طالما كان حجر الزاوية فى نظامه إلى العلن فى الأيام القليلة الماضية، حيث انتقد الجنرال كونستانتينو شيونجا، موجابى لإقالته نائب الرئيس إيميرسون منانجاجوا لإفساح الطريق أمام السيدة الأولى جريس موجابى - 53 عاما - لتكون الرئيسة المقبلة لزيمبابوي. وجريس التى تصغر زوجها ب 41 عاما، أصبحت تلعب دورا متزايدا فى الحياة العامة، اعتبره كثيرون وسيلة لمساعدتها على تبوء المقعد الرئاسي.وفى غضون ذلك، قال شهود عيان إنه جرى احتجاز إجناشيوس، تشومبو وزير المالية، حيث تم اقتياده من منزله فى هراري، وقد تمت إزالة البوابة الإليكترونية الأمامية الخاصة بمنزل الوزير. جاء ذلك فى الوقت الذى سعت فيه دول العالم إلى التحذير من الأوضاع، حيث دعت السفارتان الأمريكية والبريطانية رعاياهما إلى الاحتماء حيث هم. وفى لندن، قال بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، إن الوضع فى زيمبابوى متحرك ومن الصعب القول كيف ستكون نهايته. وأضاف جونسون:"الجميع يريد أن يرى زيمبابوى ناجحة ومستقرة، ونناشد الجميع أن يتجنبوا العنف". وفى جوهانسبرج، طالب جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا والمتحدث باسم مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية "سادك"، الجيش والحكومة "بحل المأزق السياسى بصورة سلمية"، ودعا إلى "الهدوء وضبط النفس". وأكد أن موجابى فى منزله وبخير. وشدد على أن الوضع السياسى القائم فى زيمبابوى يثير قلقا بالغا.