حلم كل أم.. أن ترى ابنتها فى يوم زفافها عروسا جميلة وسط كوشة كبيرة من الورد بالطرحة «التل» والفستان الأبيض، وبين القديم والحديث.. واليوم والغد تتغير نصائح الأم لابنتها فى ليلة عرسها... فقديما أوصت المرأة العربية « إمامة بنت الحارث الشيبانى» أبنتها بخصال يجب أن تعرفها كل عروس حفظناها جميعا «عن ظهر قلب» يوم زفافنا ، وجميعها يشجع على الطاعة التامة لزوجها، ومن المؤكد أنها لاتناسب فتيات اليوم العصريات ...أما أمهات اليوم ..فبماذا يوصين بناتهن النابهات العاملات وقد اختلف العصر وبالتالى ينبغى أن يختلف مضمون النصائح فى «ليلة العمر»؟ ..................................... د. رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع ونائب رئيس جامعة حلوان السابق يقول: إن الوصايا القديمة للابنة فى يوم الزفاف ينبغى أن تترجم بلغة العصر، بالرضا بالزوج والاحترام المتبادل وعدم الإساءة له والمغالاة فى الطلبات، وهو واجب حتمى عليها فى مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد ويجب على العروس أن تتقبلها، خاصة أنها فى الغالب قد قامت باختياره وليس الخاطبة كما كانت تفعل جداتنا، وأن يكون النقاش بينهما دائما ومن الأيام الأولى للزواج بموضوعية «لأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية» كما تقول الأمثال، وأن تتعامل بالحب و«الشياكة» والحكمة وتراعى اختيار الألفاظ عند تبادل الحديث مع زوجها وأثناء سرد قائمة طلباتها وسرد الأحداث التى مرت بها وفى اتخاذ القرارات التى تخصها، فالزواج فى هذا الوقت يحتاج الصداقة بين الطرفين ولم يعد بغرض انجاب الأطفال وبناء أسرة فقط، فسوء مخارج الكلام وعدم اللياقة قد يؤديان الى سوء العلاقة الزوجية بل وربما الى وقوع كارثة الطلاق ومن أول يوم زواج والمسمى «بيوم الدخلة». والعروس ذات الرداء النقى الأبيض بلون لياليها لا تغضب فى حالة وجود خلاف، والا تضرب الباب من خلفها بغضب، ولاتترك المنزل لتنام فى بيت آخر -حتى لوبيت أمها- ، فالغضب يكون داخل جدران البيت ولا يخرج أبدا من الشباك، بل يلتزم الزوجان فى حال وجود تصاعد الخلافات الى اللجوء إلى الأشخاص الموثوق فيهم -الأب والام أو كبير العائلة، لأن الكبار دائما ما يكونون أكثر حكمة من شباب الأصدقاء، تماشيا مع قول المولى عز وجل «فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها». وينصح د. رشاد بأن تهتم العروس بزينتها فى منزلها طوال الوقت، وأن تكون ملابسها جميلة وأنيقة ورائحتها عطرة، وأن تتعامل بتواضع مع زوجها خاصة اذا ماكانت ذات حسب أو نسب أو كانت تتفوق على زوجها علميا واجتماعيا، فسفينة الزواج تحتاج إلى قيادة متعقلة على أن تكون القيادة مشتركة بينهما وديمقراطية. تقول منال الغمرى الكاتبه الصحفية بالأهرام : أوصيت ابنتى العروس ليلة زفافها بألا تفارق الابتسامة وجهها وأن تراعى الله فى زوجها، بمعنى أن تصونه وتحافظ على شرفه وماله وتحترمه فى حضوره وغيابه وألا تثير غيرته خاصة اذا كانت تختلط بكثير من الزملاء بحكم عملها . وتشير الى أن نشأة كل من الزوجة والزوج فى بيت مختلف عن الآخر يتسبب فى كثير من الاختلاف فى وجهات النظر الذى يظهر على السطح فى أول أيام الزواج، وتنصح بالابتعادعن العناد والبعد عن الحدة فى الكلام خلال أى نقاش، وذلك حتى يهدأ الطرفان ويشعرا بالسعادة التى أنتوياها بصدق يوم اقبالهما على الزواج. «دقة قديمة» ترى د. أقبال نافع بجامعة المنصورة: أن بنات اليوم بصفة عامة لا يحتجن إلى النصيحة من أحد ودائما مايفعلن مايدور فى رءوسهن الصغيرة فقط، ونحن الأمهات جيل قديم «دقة قديمة» على حد تعبيرهن. وتضيف أن بنات اليوم من جيل «الانترنت» نصائحهن موجودة بوفرة فى الكتب وكل فتاة تختار ماتراه مناسبا ويتفق مع طباعها واختياراتها. تقول سلوى عبد الفتاح كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة المنصورة: أنصح الفتاة فى تعاملها ألا تقسو على زوجها فى التعامل والتعاون وحسن العشرة، والعمل بالوصية القديمه «اذا كانت المرأة لزوجها أمة.. كان لها عبدا، فلاتناحر ولا شجار انما كثير من الحنان والرحمة، كما أمر المولى عز وجل، وتشير إلى أنه ليس من المهم أن يكون الزواج تقليديا أو عن حب، فالاحترام المتبادل هو الذى يصنع الألفة والتوافق وهو السبب الحقيقى لإنجاح الزواج.