أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، خلال كلمته فى افتتاح فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ أمس على أن الإرهاب ينتهك الإنسانية ويعتدى عليها ويحطمها، مشددا على أن مقاومة الإرهاب حق للانسانية جمعاء، وأنه سيضيف مقاومة الإرهاب كحق من حقوق الإنسان فى مصر. ورحب الرئيس بضيوف المنتدى على أرض سيناء الغالية ، أرض السلام والمحبة ، أرض الأنبياء والحضارة ، مسجلا عظيم امتنانه وبالغ سعادته بهذا الجمع الفريد المتميز الذى اجتمع تلبية لشباب مصر المتحمس لصناعة المستقبل لوطنه والبشرية على أسس السلام والتنمية. كما سجل فخره واعتزازه بشباب مصر الممتلئ حماسا ، والذى يسعى بلا كلل أو ملل إلى تحقيق إرادته وصناعة الغد الذى يتسق مع آماله وطموحاته، وتتجاوز آماله حدود الوطن لتمثل البشرية جمعاء. وأضاف الرئيس أن هؤلاء الشباب ، الذين حلموا أن نكون هنا فى هذه القاعة كى نجتمع ونتحاور ونصوغ رؤى مشتركة نحو المستقبل ، إنما كان حلمهم حلم خير وأمل واستقرار للبشرية كلها ، حلما يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون ليحلق فى رحاب الإنسان الذى خلقه الله لعمارة هذا الكون وزراعة الخير فى جنباته وصناعة المستقبل والحضارة. وقال الرئيس إن مصر الفرعونية حضارة والعربية إنتماء والأفريقية جذورا والمتوسطية ثقافة إنما تسعى بكل أبعادها الثقافية والحضارية الى أن تمارس دورها التاريخى فى صياغة رؤية للسلام والاستقرار. وأكد أن العالم اليوم أحوج ما يكون الى وقفة حقيقية لإعادة تقييم الأطروحات والنظريات والرؤى التى أدت إلى نشوب الصراعات والحروب على كوكب الأرض، وانتشر بين جنباته العنف والإرهاب. وقال الرئيس إنه يجب علينا جميعا الاضطلاع بمسئولياتنا التاريخية من أجل صياغة رؤية للغد تتضمن أن يكون العالم آمنا ومستقرا يعيش أفراده فى ظل سلام وحرية للمعتقد والرأي، وبلا عنف أو تمييز دينى أو طائفى أو عرقى أو جنسي. وأشار الرئيس إلى أن رؤية الشباب المصرى هى صياغة حديثة لرؤية قديمة صاغها أجدادنا حين شرعوا فى بناء اللبنة الأولى للحضارة الإنسانية، وأبدعوا فى بناء المجد على ضفاف النيل الخالد، ورسموا على جدران المعابد قصة التاريخ ذاته، وأرشدوا الإنسانية كلها لطريق الحضارة، وهكذا ظل شباب مصر امتداداً لمشروع أجدادهم القائم على حضارة الإنسانية المحبة للسلام والصانعة للتنمية والإبداع. ودعا الرئيس فى ختام كلمته الشباب إلى أن يكونوا على قدر الثقة بهم، والطموح المبنى على الإيمان بقدراتهم، ودعاهم لممارسة فضيلة الحوار والتعايش على أسس موضوعية متجردة من الانحياز لهوى، أو متطرفة لرأى على حساب الآخر، وصولاً لتحقيق حلم عالم بلا لاجئين، تركوا أوطانهم قهراً وقسراً، أو مشردين وفقراء لا يملكون الحد الأدنى من سبل العيش الكريم، أو إنسان يعانى تمييزاً سلبياً بسبب معتقده أو جنسه أو لونه، ومن أجل عالم بلا متطرفين يسعون للخراب والتدمير، ويتطور حضاريا ويتحاور ثقافيا ويتكامل اقتصاديا. وقد افتتح الرئيس السيسى أمس فعاليات منتدى شباب العالم، بمشاركة قادة ورؤساء ووفود من مختلف دول العالم. وتضمن حفل الافتتاح المبهر كلمات لعدد من الشباب، وتم عرض فيلم عن المنتديات الدورية السابقة للشباب فى مصر، فضلًا عن أغنية جماعية أداها لفيف من الشباب. ويشارك فى المنتدى أكثر من ثلاثة آلاف شاب من خلال وفود رسمية تمثل 52 دولة، علاوة على 19 وزير شباب ورياضة وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوث للاتحاد الإفريقى. ويتضمن المنتدى 46 جلسة وورشة عمل موزعة على العديد من القضايا التى ستتناول مختلف قضايا الشباب.