يتناول هذا المقال فضائل عملين بسيطين للغاية، لكنهما يصلان بصاحبهما إلى الجنة، دون أن يتكبد جهدا يُذكر، أولهما: كثرة الذكر، باعتباره أحب الكلام إلى الله، والوضوء، الذي يستوجب مغفرة الذنوب، ودخول الجنة، وفق الأحاديث الصحيحة. الذكر الذكر هو أحب الكلام إلى الله. وقد تكرَّم، سبحانه، باصطِفاءِ كلماتٍ معدودةٍ منه؛ لكنه جعلَ ثوابَها ثوابا عظيمًا. عن أبي ذرّ، رضي اللّه عنه قال: قال لي رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: "ألا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلامِ إلى اللَّهِ تَعالى؟ إِنَّ أحَبَّ الكَلام إلى اللَّه: سُبحانَ اللَّهِ، وبِحَمْدِهِ."(متفق عليه). وفي رواية: "سُئل رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: أيّ الكلام أفضل؟ قال: "ما اصْطَفى اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ أوْ لعبادِهِ: سُبْحانَ اللَّهِ، وبِحَمْدِهِ". (مسلم). وقال، صلى اللّه عليه وسلم: "أحَبُّ الكَلامِ إلى اللَّهِ تَعالى أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لا يَضُرّكَ بِأَيَّهِنَّ بَدأتَ". (مسلم). وقال، صلى الله عليه وسلم: "أفضل الذكر: "لا إله إلا الله". وأفضل الدعاء: "الحمد لله". (صحيح الجامع). وقال، صلى الله عليه وسلم: "لا حول ولا قوة إلا بالله" كنز من كنوز الجنة". (متفق عليه". وقال، صلى الله عليه وسلم: "من قال: "سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له بها نخلة في الجنة". (صحيح الجامع). وقال، صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: "سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم". (البخاري). وقال، صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر". (متفق عليه). وقال: من قال: سبحان الله مائةَ مرَّة؛ كُتِبَت له ألفُ حسنة، أو حُطَّت عنه ألفُ خطيئةٍ". (مسلم). وقال، صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له بها ألف حسنة، ويحط عنه بها ألف خطيئة". (صحيح الجامع). وقال، صلى الله عليه وسلم، لزوجته جويرية، رضي الله عنها، وكانت تذكُرُ اللهَ من بعد الفجرِ إلى ارتِفاعِ الضُّحَى: "لقد قلتُ بعدَكِ أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مرَّاتٍ لو وزِنَت بما قُلتِي مُنذُ اليوم لوَزَنتهُنَّ: "سُبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزِنةَ عرشِهِ، ومِدادَ كلماته". (رواه مسلم، وأورده الألباني في "صحيح الجامع"). وعن الصلاة عليه قال، صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا". (مسلم). الوضوء بالوضوء، وأداء ركعتين خالصتين لله؛ يغفر الله لك، ما كان منك، ويوجب لك الجنة. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما؛ إلا وجبت له الجنة". (رواه مسلم). وفي رواية (صححها الألباني)، قال رسولُ اللَّهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَغُفِرَ لَهُ". وفي فضل إسباغ الوضوء كذلك، مع الإتيان بأذكاره؛ روى عُمَرُ، رضي الله عنه، أن النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ".(مسلم). وزاد الترمذي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ". (صححه الألباني في "صحيح الترمذي"، وغيره). وفي فضل المداومة على التطهر عند كل حدث، وصلاة ركعتين بعد الأذان؛ روى الترمذي عن بُرَيْدَةَ، قَالَ: "أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ: "يَا بِلَالُ.. بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، دَخَلْتُ البَارِحَةَ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ (صوت نعليك خلال المشي) أَمَامِي، فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.. مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بِهِمَا)". (صححه الألباني في " صحيح الترمذي"). وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ: "يَا بِلاَلُ: حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ". قَالَ: " مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ." (دَف نعليك: يعني حركة نعليك، وصوتهما في الأرض). [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد;