الطريق الذي يسير فيه الناس شرع الإسلام له أدابا سامية تجعل العبد المسلم يرتقي عن كونه مخلوقا عاديا يسير في الطريق كما تسير المخلوقات والحيوانات أوكما يسير غيره من البشر لكن علي غير هدي ولا هداية توصله بخالقه سبحانه وتعالي, فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن النبي صلي الله عليه وسلم قال( إياكم والجلوس في الطرقات فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها, فقال النبي صلي الله عليه وسلم فإذا ابيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه: قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال, غض البصر وكف الأذي ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). يقول الدكتور محمد اسماعيل بحيري- إمام وخطيب بالأوقاف, أن من آداب الطريق أولا: غض البصر عن المحرمات, وعن مراقبة المارين من الناس في أعمالهم أو تصرفاتهم أو لباسهم, ثانيا: تجنب الجلوس في الطرقات أو الوقوف في المنعطفات, ثالثا إماطة الأذي عن الطريق, فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق) رابعا: مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين وإرشاد الضالين وإعانة أبناء السبيل والمنقطعين ودلالة الأعمي في طريقه والحمل مع الضعيف في حمولته, خامسا: تجنب الطرق المزدحمة والأسواق المكتظة وخاصة التي تنتشر فيها النكرات والمحرمات, وعند الاضطرار فالاسراع في إجتيازها وذكر الله تعالي فيها بين الغافلين فهو فضيلة عظيمة, سادسا: القصد في المشي بعدم الإسراع والركض في الطرقات وعدم البطء والتمهل والاختيال والتبختر تكبرا وتعاظما وإعجابا بالنفس, فقال تعالي( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) الإسراء37, وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله( من تعظم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان), سابعا: اغتنام الوقت الضائع في الطريق بإشغاله بذكر الله تعالي والتفكر في آياته ومخلوقاته أو الصلاة علي رسول الله أوتلاوة القرآن غيبا, فعن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال( ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله عز وجل فيه إلا كانت عليهم ترة, وما سلك رجل طريقا لم يذكر الله عز وجل فيه إلا كانت عليه ترة, ومعني ترة: أي نقص وتبعة وحسرة).