فى إطار حمى الانفصال التى أصابت عددا من دول العالم، ينظم إقليما لومباردى وفينيتو الإيطاليان خلال ساعات استفتاء للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي. ويفترض أن يرد الناخبون بنعم أو لا على سؤال «هل ترغبون بأشكال إضافية وشروط خاصة للحكم الذاتى للإقليمين». وتشير استطلاعات الرأى إلى تقدم كبير لمؤيدى تعزيز صلاحيات الإقليمين، لكن العنصر المجهول الوحيد يبقى نسبة المشاركة. وينظم هذا الاستفتاء التشاورى بمبادرة من رئيسى إقليمى لومباردى روبرتو مارونى وفينيتو لوكا تسايا اللذين ينتميان إلى حزب «رابطة الشمال» اليمينى المتطرف. ويعد فينيتو، الذى يضم خمسة ملايين نسمة، ولومباردي، الذى يضم عشرة ملايين نسمة، من أغنى المناطق فى إيطاليا، إذ تساهمان وحدهما ب30٪ من إجمالى الناتج المحلى فى البلاد. ويحظى الاستفتاء الذى تدافع عنه رابطة الشمال، بدعم حزب «إلى الأمام إيطاليا» الذى يمثل يمين الوسط بزعامة سيلفيو بيرلسكونى وحركة الخمس نجوم الشعبوية وهيئات أرباب العمل والنقابات. ودعت أحزاب يسارية مثل الحزب الشيوعى إلى الامتناع عن التصويت منتقدة ما وصفته ب«تبذير المال العام» و«استفتاء المهزلة»، ولم يصدر الحزب الديمقراطى الحاكم تعليمات لناخبيه، لكن عددا كبيرا من مسئوليه لاسيما رئيس بلدية فينيتو، صرحوا بأنهم سيصوتون ب «نعم». وعلى صعيد أزمة إقليم كتالونيا، صرح ألفونسو داستيس وزير الخارجية الإسبانى لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أمس بأنه يأمل أن يتجاهل الكتالونيون أى تعليمات من قيادة الإقليم إذا اتخذت إسبانيا قرارا بتعليق الحكم الذاتى فى الإقليم. جاء ذلك عقب ساعات من إعلان ماريانو راخوى رئيس الوزراء الإسبانى أنه سيستخدم المادة 155 فى الدستور لعزل حكومة كتالونيا وفرض إجراء انتخابات جديدة لمواجهة تحرك الإقليم نحو الاستقلال. وردا على قرار رئيس الوزراء، أكد زعيم كتالونيا كارليس بودجمون أن شعب الإقليم لن يقبل الإجراءات التى وصفها ب «غير القانونية» التى اتخذتها الحكومة الإسبانية، ودعا برلمان الإقليم إلى القيام بتحرك ضدها. ومن جانبه، حذر أنطونيو تاجانى رئيس البرلمان الأوروبى من تفتت أوروبا إلى دول صغيرة. وقال السياسى الإيطالى فى حوار مع صحيفة إيطالية إن أوروبا يجب أن تخشى من انتشار الدول الصغيرة ولهذا السبب لا يعتزم أحد فى أوروبا الاعتراف بانفصال كتالونيا.