من خلال متابعتي على مدار سنوات طويلة قد تمتد إلى عشرين عاما للمسلسل العبقرى ( لن اعيش فى جلباب أبى ) للكاتب المبدع إحسان عبد القدوس ، و من خلال إعادة عرض المسلسل عشرات المرات ، كنت دائما أصل إلى نفس النتيجة. وهي أنه و رغم كل الزخم الذى اضافه كاتب السيناريو ، كانت مشكلة المسلسل الرئيسية هى الفجوة السحيقة بين الأب و ابنه ، فالأول يراقب ابنه من بعيد منتقدا ساخطا ، أما الثانى فكان يرفض ظل الأب و يريد أن يعيش مستقلا ، و لم يتم حل المشكلة إلا فى الحلقات الأخيرة حينما ارتمى الإبن في أحضان والده و أحس بدفئه ، فانطلقت ملكاته و أضحى شخصا آخرا . تذكرت حكمة هذا المسلسل و انا أتابع فى الأيام الأخيرة تلك الإجراءات العنيفة و اللا تربوية التى اتبعها بعض المسؤولين فى جهات تعليمية عالية المستوى ، حيث قام بعض عمداء و رؤساء جامعات مصرية بمنع دخول الطلاب الذين يرتدون ملابس ممزقة و الذين يقصون شعرهم قصة ( القزع ) ، و أيضا حرمان طالبة من دخول الامتحانات بجامعة طنطا عقابا لها على احتضان خطيبها لها فى الحرم الجامعى . ألم يكن من الأجدى و الاذكى ان يتم بناء جسور للحوار بين الطلبة و الأساتذة. ألم يكن من الأجدى و الاذكى ان يحتوى الأساتذة عقول و أفكار الطلبة . ألم يكن من الأجدى و الاذكى ان يعاتب المسؤول الطالب و الطالبة على فعلتهم داخل الحرم الجامعى فى مكتبه بعد أن يبارك خطبتهما ، ثم يطلب منهما ان يسجلا اعتذارا الجامعة على الفيس بوك ليراه الجميع فى محاولة للاستخدام الذكى لمواقع التواصل الاجتماعي . ألم يكن من الأجدى و الاذكى ان نأخذ أبناءنا فى احضاننا ، لتنطلق ملكاتهم و نستخرج منهم أفضل ما فيهم ، بدلا من تأصيل سلوك العند و الكبر والذى لن ينتج عنه إلا أن نخرج من أولادنا أسوأ ما فيهم . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا;